ساخر لكنه عاشق بيتيسي لكل أشكال الجنون والفنون الخارجة عن المألوف..
الأحد - 06 أبريل 2025 - الساعة 09:34 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" محمد العولقي
ساخر يتمنطق ببيت شعري لعمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين..لسانه الذي يقطر سخرية هو ذاته الذي يتلو التقارير بصوته الكرواني وكأنه خارج للتو من قوافي المعلقات المذهبة..
ساخر بيتيسي..عليك أن تثق في فجائيته وفي حدسه..وعندما عقب على ذات منشور بأن ريال بيتيس طائر لا يؤكل لحمه..لم يكن وقتها متنبيا جديدا جاء يسأل عيد برشلونة : بأي حال عدت يا عيد..؟..لكنها الفراسة في قمة تجلياتها..
ساخر بهتاف النصر.. سخريته تصنع الحدث..وعندما علق ريال بيتيس برشلونة على سنارته في منتجويك..انفجرت براكين السخرية.. أطلقت حممها..ولم يكن ساخر بيتيسي إلا لسانا حمل خطابا رومانسيا ليحوله إلى ضحكات ودغدغات وأنغام تتراقص على حد سيفه المسلول..
ساخر بيتيسي من زمن وصل الأندلس..حيث الموشحات تدفئ الجوانح وتلهب المشاعر..حيث الغناء على مقامات الحريري سلطنة..حيث ريح جادك الغيث تعبق التاريخ بعطر الأندلس..حيث زمان الوصل مرصع على حنجرة عشق وهوى ابن زيدون وولادة..
للناس فيما يعشقون مذاهب..وهذا البيتيسي الساخر الذي تعلم الغزل من جفن بيتيس..عاشق أندلسي..يبعث الحياة من مخلفات أطلال لا تفارق زفرة آخر ملوك غرناطة وهو يبكي ملكا لم يحافظ عليه كالرجال..
محمد العولقي