7 إبريل – يوم الصحة العالمي: الصحة حق للجميع... فلنُحقّقها معًا
الإثنين - 07 أبريل 2025 - الساعة 05:30 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن سيتي/عارف محمد الحوشبي
يحتفل العالم في السابع من أبريل من كل عام بما يُعرف بـ"يوم الصحة العالمي"، ويأتي شعار هذه المناسبة لعام 2025: "بدايات صحية، مستقبل واعد"، في دعوة عالمية لتوفير رعاية صحية شاملة وآمنة للأمهات وحديثي الولادة، باعتبار أن السنوات الأولى من الحياة تُشكّل حجر الأساس لصحة الأجيال القادمة.
ينطلق هذا اليوم العالمي برعاية منظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تسلط الضوء من خلاله على أهمية ضمان الوصول إلى خدمات صحية متكاملة، منذ الحمل وحتى السنوات الأولى من عمر الطفل، مؤكدة أن الاستثمار في صحة الأم والطفل هو استثمار في مستقبل المجتمعات.
وقد أُطلق أول احتفال بيوم الصحة العالمي في عام 1950، ويُحتفل به سنويًا في ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية. ويُختار شعار مختلف كل عام لتسليط الضوء على قضايا صحية تهم العالم، ويُعد هذا اليوم دعوة متجددة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتجاوز الفجوات في الخدمات الصحية التي لا تزال تحرم ملايين النساء والأطفال حول العالم من الرعاية المنقذة للحياة.
لا يمكن أن يكون هناك مستقبل واعد دون بداية صحية سليمة، لذا يجب على جميع المعنيين العمل على تحسين جودة الرعاية الصحية في مراكز الولادة والمرافق المجتمعية، لضمان بيئة صحية وآمنة للأمهات والأطفال.
ويُعد يوم الصحة العالمي في السابع من أبريل مناسبة تدعونا إلى التأمل الجاد في واقع الأنظمة الصحية، ومراجعة التحديات التي تواجه المجتمعات في سعيها لتحقيق العدالة الصحية. وبهذه المناسبة، نؤكد أن الصحة ليست امتيازًا يُمنح، بل حقٌ أصيل يجب أن يتمتع به كل إنسان، أينما كان في هذا العالم.
وفي اليمن، كما هو الحال في كثير من البلدان ذات الموارد المحدودة، تزداد أهمية هذه المناسبة في ظل واقع صحي معقّد، فرضته سنوات من النزاع وتحديات اقتصادية وبنية تحتية ضعيفة. وبرغم هذه التحديات، لا تزال هناك جهود تُبذل لتعزيز الوعي الصحي، وتمكين الناس من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
ومن الأهمية بمكان تعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين، وغرس مفاهيم الوقاية باعتبارها المدخل الأول لبناء مجتمع معافى. فالصحة لا تتحقّق بوجود المستشفيات فقط، بل تبدأ من المعرفة. وعندما يدرك المواطن كيف يحمي نفسه وأسرته، نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو نظام صحي سليم.
إن حق الإنسان في الصحة لا ينفصل عن حقوقه الأخرى: الحق في الماء النظيف، والغذاء، والتعليم، والحياة الكريمة. وتحقيق الصحة للجميع يعني بالضرورة بناء مجتمع أكثر عدلًا وتكافؤًا في الفرص.
ختامًا، نقول إن شعارات يوم الصحة العالمي ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة للمجتمع الدولي، وللحكومات، وللمواطنين على حد سواء.
الصحة حق للجميع... فلنُحقّقها معًا.
وليكن هذا اليوم بداية جديدة لرؤية تؤمن بأن لا أحد يجب أن يعاني من الأمراض أو أن يُفقد حياته لمجرد أنه لا يستطيع تحمّل تكاليف العلاج، أو لأنه يعيش في منطقة نائية، أو يفتقر إلى الوعي الصحي الكافي.
وهذا يتطلب تضافر الجهود ووقوف الجميع إلى جانب وزارة الصحة، حتى تتمكن من أداء رسالتها بالصورة المطلوبة.