الثلاثاء-08 أبريل - 06:39 ص-مدينة عدن

الإعلام والقضية الجنوبية: ضرورة إعادة التوجيه

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - الساعة 12:00 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



في عالم اليوم، حيث تتسارع الأحداث وتتداخل المصالح، يسلط الإعلام الضوء على مجموعة من القضايا التي تشكل محاور النقاش العالمي. وتعتبر قضية الحوثي، الجماعة المسلحة التي أثارت جدلاً واسعاً في الداخل والخارج. من ابرز القضايا التي أصبحت موضوعاً للإعلام العالمي بمختلف أشكاله؛ من قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إلكترونية، وصولاً إلى منصات التواصل الاجتماعي. وبات العالم، بمختلف لغاته وثقافاته، على دراية تامة بتفاصيل جرائم الحوثي وانتهاكاته اكثر مما بعرف الحوثيين انفسهم

وقد خصصت العديد من الدول دبلوماسيين وممثلين للتواصل مع الحوثيين، لمعالجة المشكلات المرتبطة بهم. كما اتخذت الأمم المتحدة ومعها مجلس الامن ومن بعدهما الولايات الامريكية المتحدة قرارات دولية بشأنهم، مما يعكس حجم الاهتمام الذي توليه الساحة الدولية لهذه القضية. لكن وفي مقابل ذلك نتسائل: لماذا لا يحظى الجنوب وقضيته العادلة بنفس القدر من الاهتمام والتغطية الإعلامية رغم عدالتها ومشروعيتها ورغم انها قضية دولية بكل المقاييس السياسية والقانونية؟

فالقضية الجنوبية ليست مجرد قضية محلية؛ بل هي قضية شعب ووطن، وتحمل أبعاداً دولية تتطلب تسليط الضوء عليها. ورغم ذلك، نجد أن الإعلام في الجنوب يُكرس جهوده للحديث عن الحوثي، بينما تظل القضية الجنوبية ثانوية في النقاشات العامة على نحو يثير تساؤلات حول طبيعة الأولويات الإعلامية والسياسية التي يفترض ان يتبناها الجنوبيين .

وبما إن قضية الحوثي باتت معروفة للعالم بأسره، ولا تحتاج إلى. اي جهود إضافية من الجنوبيين لتسليط الضوء عليها. فإن تكريس الإعلام الجنوبي للحديث عن الحوثي بدلاً من القضية الجنوبية يعد إهداراً للطاقات والجهود التي ينبغي ان نستغلها لخدمة قضيتنا وينبغي أن نفكر بعمق في كيفية توجيه جهودنا الإعلامية والسياسية والثقافية نحو القضايا التي تمثلنا وتؤثر على مستقبلنا.

إن القضية الجنوبية تستحق أن تكون أولوية بالنسبة لنا في كل مجالات العمل السياسي والإعلامي والثقافي والفكري. وأن نعمل على تعزيز الوعي بقضيتنا العادلة، ونجعلها محور النقاشات المحلية والدولية. فبدلاً من الانشغال بقضايا لا تخصنا ولا تعنينا،بشكل مباشر فأن علينا ان نسخر طاقاتنا وإمكاناتنا لصالح تعزيز الهوية الجنوبية وتحقيق أهدافنا الوطنية المتمثلة في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب

وفي خضم هذا الصراع الإعلامي والسياسي، يتوجب علينا كجنوبيين أن نعيد توجيه بوصلة اهتمامنا نحو قضيتنا. فالفشل في القيام بذلك يعني الاستمرار في إهدار الفرص وترك قضيتنا العادلة في الظل. لذا، فقد حان الوقت لإعادة النظر في استراتيجياتنا الإعلامية والسياسية، لضمان أن. يسمع صوت الجنوب ويُحترم على الساحة الدولية.

متعلقات