الأحد-19 مايو - 12:18 م-مدينة عدن

" زرياب " و " سقوط الأندلس "

الإثنين - 06 مايو 2024 - الساعة 10:35 م بتوقيت العاصمة عدن

" عدن سيتي " متابعات





- كان قيثارة الحضارة وصاحب الأنامل الذهبية.

- مولى الخليفة.. نشأة في عصر ازدهار البلاط العباسي


- زرياب عبقري الاندلس الذي نساه التاريخ الاسلامي وكرمه الغرب


- يعد الطائر المبشر بألوان اخرى للحياه والموسيقى



زرياب. هو أبو الحسن علي بن نافع الموصلي،
ولد في حاضرة الدولة الإسلامية العباسية وعاصمتها بغداد عام 161 ه الموافق 777 م، ويقال ولد في (173 - 243 هـ)

لأسرة كردية فارسية، وكان أحد موالي الخليفة العباسي المهدي، وعندما توفي الخليفة كان عمره تسع سنوات.
تولى تعليمه الموسيقي إبراهيم الموصلي الذي كان أستاذا كبيرا في الموسيقى في زمن الخليفة هارون الرشيد، فقد علّم الرقيق والأحرار والنساء والرجال.
في ذلك الوقت، كانت بغداد منارة للعلم والحضارة، وكانت تشع ازدهارا وإبداعا وفنا، وشهد البلاط العباسي تطورا كبيرا على
المستوى العلمي والفني والثقافي..

يقول مدير التوثيق الموسيقي في الأندلس الدكتور “رينالدو مانزانو”: كانت بغداد في فترة مزدهرة، فهناك قصص ألف ليلة وليلة، وبيت الحكمة الذي ترجمت فيه أهم الكتب اليونانية وغيرها إلى العربية، ودخول الأرقام الهندية عن طريق الخوارزمي

زرياب موسيقي ومطرب عذب الصوت

كانت له إسهامات كبيرة وعديدة وبارزة في الموسيقى العربية والشرقية. لُقِّب بـزرياب لعذوبة صوته وفصاحة لسانه ولون بشرته القاتم الداكن، وهو اسم طائر أسود اللون عذب الصوت ، هرب من بغداد اثناء الحرب الاهلية بين الامين و المامون بعد موت هارون الرشيد ، وأقام في بلاط بني الأغلب في القيروان بتونس إلى ان طلبه خليفة قرطبة الأموي عبد الرحمن الأوسط و عرض عليه قصراً وراتباً شهرياً قدره مائتا دينار ذهبي، وبعد أن دخل زرياب الاندلس أصبح من حاشية الخليفة و غنى بحضرته وما أن سمعه الخليفة حتى شغف به ، ثم اشتهر في الأندلس وسحر أهلها بحسن صوته و اسس أول مدرسة لتعليم علم الموسيقى والغناء وأساليبها وقواعدها.
وقد نقل زرياب الكثير من الصور الحضارية المشرقية في قصور العباسييّن لتكون بين الملوك وعامة الناس في الأندلس؛ إذ يرجع الفضل له في تعليم الأندلسيين صروف الاتيكيت في تناول الطعام فأدخل زرياب إلى الاندلس ثم اوروبا المتوحشة انذاك وجبات الطعام الثلاثية الأطباق: تبدأ بالحساء (الشوربة)، ثم يتبعها الطبق الرئيسي، أما من اللحم، أو السمك، أو الطيور، ثم تختتم بالفواكه والمكسرات، وكان له ذوقه الخاص في تنسيق الموائد وتنظيمها واتخاذ الأكواب من الزجاج الرقيق بدلا من المعادن، واصطناع الأصص للأزهار من الذهب والفضة كما ابتدع تنسيق الموائد وتنظيمها من حيث ترتيب الصحون واتخاذ السكاكين والشوك والملاعق، وكان يلفت الأنظار إلى طريقته في الكلام والجلوس إلى المائدة أيضا، وكيف يأكل على مهل ويمضغ ويتحدث ويشرب بأناقة، وكان يضع على مائدته الكثير من المناديل، هذه لليدين وهذا للشفتين، وهذا للجبهة وهذا للعنق، وهو أول من لفت أنظار النساء إلى وجوب اختلاف لون وحجم مناديلهن منبهاً إلى أن تكون معطرة أيضا وقد اشتهر عنه إقامة الولائم الفخمة وتنسيقها وترتيبها وكان ذلك كله النواة الأولى في فخامة قصور ملوك الأندلس وبيوت الأغنياء وأناقتهم...
وقد استحسن الناس ذوقه حتى في الأطعمة، فدلهم على صنوف الاكل البغدادي الفخم و الحلوى ، وو جد زرياب أيضا أهل الاندلس لا يهتمون بحلاقة ولاتهذيب الشعر فعلمهم قصة الشعر التي تليق مع كل هيئة ، كما لاحظ أن أهل الأندلس لا يفرقون بين ملبس الشتاء والصيف، فبدأ يعلمهم فنون (الموضة) وملابس الشتاء والصيف والربيع والخريف وتصميم الملابس المناسبة و تناسق الالوان والرشاقة و انواع العطور المناسبة و فن التجميل والعناية بالبشرة و نقل اليهم سُنة استعمال مزيل العرق الذي لا يترك وسخا على الملابس وعلمهم استعمال ما يشبه معجون الأسنان في أيامنا ، كما أن زرياب ادخل الى الأندلس من المشرق أفضل طرق تبييض الثياب ، وادخل الشطرنج إلى الأندلس ومنها إلى أوروبا، و(الشاه مات) بالعربية ما زالت مستخدمة في أوروبا والعالم إلى اليوم (Shahmat) ، وبدأ التغير من الخليفة ثم أتباعه ثم العامة .
لكنه - وللأسف ترتب عن ذلك كله تعلّق الناس بالغناء و التنعم و البذخ وكثر المطربون في بلاد الأندلس، ثم بعد ذلك انتشر الرقص ، والتعلّق بالهو والمجون وحب الدنيا و ترك الجهاد ، فكان زرياب, احد اسباب سقوط الأندلس.

زرياب.. قيثارة الحضارة ومطرب الملوك وصانع الوتر الخامس

كان ضياء يبعث في النفس عذوبة، وريشة فنان ترسم بالألحان، فهو نغم شرقي رحالة يغزل سحرا وحضارة أنى حط رحاله، كان له من لقبه حظ كبير، فهو زرياب أو الشحرور ذلك الطير الغرد صاحب الصوت الجميل العذب واللون الداكن الجميل.

زرياب عبقري الاندلس الذي نساه التاريخ الاسلامي وكرمه الغرب

يعد الطائر المبشر بألوان اخرى للحياه والموسيقى

زرياب الذي مزج بين الفن العباسي والأندلسي أنشأ معهداً للموسيقى يصنف بأنه أول معهد للفن بالعالم واستقطب هواة الغناء من المشرق والمغرب،




متعلقات