الواقع كانت الفكرة من بنات أفكار رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم جواو هافيلانج..

الجمعة - 26 يوليه 2024 - الساعة 09:48 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" خاص _محمد العولقي


عام 1962 كان عام المجاعة في البرازيل..الفقر..العوز..الحاجة..البطالة..واضطرابات سياسية لا حصر لها..
كانت كرة القدم سلوى الشعب المقهور والمغلوب على أمره..الفرح لا يزور الوجوه الكئيبة والحزينة إلا من بوابة كرة القدم..
ولأجل تخدير الشعب البرازيلي واستباق ثورة الجياع أو تأجيلها تمسك الرئيس البرازيلي وقتها جواو غولات بقشاية المنتخب هربا من غرق طوفان شعبي..
ودع البرازيليون منتخب بلادهم بقلوب منقبضة ووجوه داكنة..كانت تنتظرهم في مطار ريو دي جانيرو يافطة طويلة كتب عليها:
أنتم الخبر والأرز ورغيف حياتنا.. عودوا بكأس العالم من تشيلي لأجلنا..
وقتها اجتمع الرئيس البرازيلي بالمنتخب قبل سفرهم..شد من أزرهم وهو يقول:
لا نملك الخبز والأرز.. لكننا نملك ما هو أغلى من ذلك..نملك بيليه و غارنشيا وأماريلدو وزاجالو وزيتو وفافا..أنتم اقتصادنا..
الثعلب جواو هافيلانج رفع أصبعه طالبا الكلمة..
قال بصوت قوي واثق :
بلا شك أن المنتخب ثروة يحسدنا عليها العالم..لكن الترويج لإنعاش اقتصادنا يتطلب ذكاء في إدارة اللعبة من ملاعب تشيلي..
عقد الرئيس حاجبيه وقد غرق في تفكير عميق،،قبل أن يهتف:
ما هي فكرتك جواو..؟
تنحنح هافيلانج في حركة مسرحية قبل أن يغمغم قائلا:
الواقع أيها البريزيدانت نحتاج إلى ضربة مزدوجة في تشيلي.. الفوز بكأس العالم ثانية.. والترويج للبن البزيلي باعتباره أهم منتج استهلاكي في العالم..
لم يكن يحتاج هافيلانج سوى إيماءة من رأس الرئيس البرازيلي حتى تنتقل فكرته إلى أرض الواقع..
في كل مباراة كان يلعبها المنتخب البرازيلي في تشيلي كان كابتن الفريق ماورو راموس يقدم لقائد المنتخب المنافس كيسا من بن القهوة البرازيلية..
هذه اللفتة الذكية أثارت عاصفة من التعاطف مع البرازيليين..كما لاقت رواجا إعلاميا كبيرا في كبريات صحف أوروبا والعالم..
ضرب البرازيليون عصفورين بحجر واحد :
إحراز لقب كأس العالم ثانية..ونجاح الدعاية للقهوة البرازيلية التي كان لها التأثير الأكبر على المزاج العالمي بعد ذلك..
تنفس الرئيس البرازيلي جواو غولات الصعداء..استرخى على مقعده وهو يرمق هافيلانج وكأس العالم بنظرة ذات مغزى.. قبل أن يغمز بعينه مغمغما:
أنت ثعلب جواو..ثعلب نظام بامتياز..

محمد العولقي

متعلقات