قيس سعيد يكشف عن الوجه الأصعب في إدارته للدولة

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 12:14 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات




ركز الرئيس التونسي قيس سعيد في خطابه بمناسبة عيد الجمهورية والذكرى الثالثة لإجراءات الخامس والعشرين من يوليو 2021 على مصارحة التونسيين بالصعوبات التي اعترضته خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتها تفكيك الدولة القديمة التي تعيق تنفيذ الخطط وتربك أداء الرئيس والحكومة.

وخير قيس سعيد اعتماد المكاشفة كمدخل لحملة الانتخابات الرئاسية التي من المزمع أن تُجرى في السادس من أكتوبر بدلا من إطلاق الوعود، كما يفعل البعض ممن يعتزمون الترشح، في مسعى منه للحفاظ على صورته لدى الناس كشخصية صادقة وواضحة.

وتحدث الرئيس سعيد عن بطء في التغيير وتأنّ بسبب العرقلة التي يتعرض لها العمل الحكومي، وكأنما يقول للناخبين وبشكل غير مباشر “أعطوني وقتا أكثر لأن السنوات الماضية لِما بعد التغيير لم تكن كافية” لتنفيذ الوعود.

ويعرف الرئيس التونسي أن نفوذ الدولة القديمة وتشابك مصالح من عملوا قبل سنة 2011 وبعدها لا يمكن التغلب عليهما بين يوم وليلة، خاصة أن العراقيل تطال المسائل الحيوية للناس، وهو ما يحتاج إلى الصبر وطول النفس وثقة التونسيين لتحقيق ذلك.


وقال قيس سعيد إن “من أسباب التأنى تفكيك الشبكات التي تنظمت داخل عدد من مؤسسات الدولة وعطلت السير الطبيعي لدواليبها، من مظاهرها القطع المتعمد للماء والكهرباء ورفض تقديم أبسط الخدمات لمنظوري الإدارة، إلى جانب تعطيل ممنهج لعدد من المشاريع بالرغم من أن الأموال المرصودة لها متوفرة”.

وأضاف أن “عددا من المسؤولين، وإلى جانب هذا الوضع الصعب والدقيق، لم يؤدّوا واجبهم في خدمة الوطن وحمل الأمانة حتى بالحد الأدنى المطلوب”، مشيرا إلى أنه تدخل في الكثير من الأحيان لدى المسؤولين الجهويين من أجل رفع فضلات أو فتح مكتب بريد على سبيل الذكر، “وهي من المسائل التي يفترض أن يقوم بها ويحرص على تنفيذها المسؤول الذي ارتمى في أحضان اللوبيات”.

ويرى مراقبون أن الرئيس سعيد كان يمكن أن يقدم إلى التونسيين برنامجه للسنوات القادمة من دون تخويفهم من قوة التعطيل والعرقلة التي تمتلكها الدولة العميقة المعارضة لأي تغيير يطال مصالح اللوبيات، لكنه اختار الوضوح والمكاشفة من أجل تحضير الرأي العام لمعرفة الحقيقة بقطع النظر عن الانتقادات والمزايدات التي تستهدفه من المعارضين وجمهورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الباحث التونسي فريد العليبي في صفحته على فيسبوك “قيس سعيد، وهو على أبواب حملته الانتخابية وموعد 6 أكتوبر، يصارح الشعب أكثر من أي وقت مضى بحقيقة الحالة التونسية بما فيها من تشعبات وتناقضات وصراعات، فالإرث ثقيل والخراب كبير والبطء ليس سياسة وإنما حذر حرصا على تونس وشعبها من مغامرات قد تذهب بها بعيدا في طريق الخراب، لذلك كان الصبر الإستراتيجي لتفكيك جبهة العدو”.

وأقال الرئيس التونسي مسؤولين من مختلف المواقع (وزراء ووزراء شؤون وولاة ومعتمدين وعمد) سعيًا لتحسين أداء الدولة في مواجهة نفوذ الدولة العميقة التي تتخذ من الإدارة مدخلا لعرقلة عمل الرئيس والحكومة.

متعلقات