هل نجح نتنياهو أم فشل في واشنطن؟

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 02:49 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات




التشريف الأكبر الذي يحظى به أي زعيم أجنبي في أمريكا هو أن يُدعى إلى إلقاء خطاب أمام الكونغرس بمجلسيه، مجلس الشيوخ ومجلس النواب.

هذا ما حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن في الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2024.

كانت تلك في الواقع المرة الرابعة على مدى السنوات التي يُمنح فيها نتنياهو هذه الفرصة، ليكون أكثر زعيم أجنبي في التاريخ يستضيفه الكونغرس بهذه الطريقة.

وكما تضامنت أمريكا واصطفت مع إسرائيل بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اصطف كبار السياسيين الأمريكيين لتحية نتنياهو، ثم قاطعوه بالتصفيق وقوفاً مرات عديدة.


النقطة الأساسية التي ركز عليها في خطابه كانت قوله إن أعداء أمريكا هم أعداء إسرائيل وإنه يرى أن المعركة واحدة وإن الدعم الأمريكي لإسرائيل يعني دعم أمريكا لنفسها!

لكن الأجواء لم تكن كلها ودية ومرحّبة برئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يقود حرب بلاده في غزة. الحرب التي بدأت بعد هجوم حماس الذي قُتل فيه 1200 إسرائيلي واختطف فيه عشرات الرهائن، ولكن الحرب قتلت منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وشرّدت مئات الآلاف.

ظروف استثنائية
قبل أن يبدأ نتنياهو حديثه، بل وقبل أن يصل إلى مبنى الكونغرس، كانت التظاهرات الحاشدة المؤيدة للفلسطينيين تمتد في الشوارع المجاورة، إذ تجمع الآلاف، رافعين أعلاماً فلسطينية وشعارات مؤيدة للفلسطينيين ومُدينة لإسرائيل وللسياسة الأمريكية الداعمة لها. اتهموا نتنياهو بأنه مجرم حرب، بينما اتهمهم هو في خطابه بأنهم ممولون من إيران وأنهم يخدمون أجندتها وأجندة حماس.

زيارة نتنياهو جاءت في ظروف استثنائية تواجهها أمريكا على مستويين كبيرين وأساسيين: أولهما تزايد حدة الانقسام السياسي الأمريكي، أما الثاني فهو التغييرات الملحوظة في تحرك اليسار الأمريكي الرافض للسياسة الأمريكية التقليدية المؤيدة لإسرائيل وتأثير ذلك شيئا ما على حزب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحزب الديمقراطي وهو حزب يسار الوسط في السياسة الأمريكية.



وقد وجد نتنياهو نفسه يتعامل مع تلك الظروف الجديدة في أمريكا ولم يكن الطيف السياسي الأمريكي موحدا في ترحيبه برئيس وزراء إسرائيل وهي في حالة حرب، رغم أن دعم إسرائيل هو واحد من أبرز وأهم ثوابت السياسة الأمريكية، سواء كانت الإدارة ديمقراطية أم جمهورية.

لكن المشهد في الكونغرس، الذي بدا مبهراً في احتفائه بنتنياهو وبوحدة الحزب الجمهوري في تأييد إسرائيل والترحيب برئيس وزرائها، أظهر أيضا غياب عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي المعارضين لسياسية نتننياهو.

ومن أبرز الغائبين كانت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي أصدرت بيانا أدانت فيه سياسة نتنياهو.

كذلك غابت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تعدّ بحكم منصبها رئيسة لمجلس الشيوخ، وهي تحضر عادة الجلسات الكبيرة التي يتحدث فيها الرؤساء، إلا أنها اختارت عدم الحضور من أجل حضور تجمع انتخابي في حملتها الرئاسية.

متعلقات