سلام المراهقين الفلسطينيين والإسرائيليين يصمد أكثر من سلام الحكومات

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 02:57 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات




يشارك مراهقون مسيحيون ويهود ومسلمون من الولايات المتحدة والشرق الأوسط في برنامج مدته سنوات ليصبحوا قادة وبناة سلام. ويصرون على العمل من أجل مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين حتى بعد أن تغير الكثير منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.

ولم تؤثر الهجمات التي تقودها حماس والرد العسكري الإسرائيلي المستمر في غزة على برنامج منظمة “بناة السلام في القدس” غير الحكومية الصغيرة، حيث توجه 16 مراهقا إلى جنيف لاستكشاف آليات المؤسسات العالمية والدبلوماسية. ويأمل المنظمون في تشكيل قادة منفتحين يمكن أن يساعدوا في قيادة المنطقة المضطربة يوما ما.

وتقرر بعث المجموعة للمساعدة في تعزيز التفاهم بين الثقافات بعد هجمات 11 سبتمبر. وأسسها الكاهن الأسقفي المتقاعد نيكولاس بورتر وزوجته دوروثي. وتواصل نشاطها بفضل التبرعات والمثابرة في الحفاظ على الأمل حيا في نفوس المراهقين وآبائهم.

وقال بورتر لأسوشيتد برس “من المهم أن يكون هناك أشخاص على استعداد لعبور خط الاختلاف في فترة الحرب والانقسام في الأرض المقدسة”. وفي البداية دفع الغضب وحالة الطوارئ بعض المدارس الإسرائيلية والناطقة بالعربية إلى إلغاء المشاركة في البرنامج. لكن بورتر قال إنها “عادت ببطء”.

المنظمون يأملون في تشكيل قادة منفتحين يساعدون في قيادة المنطقة يوما ما ويحيون التعايش المشترك

وتتزامن جهود المجموعة المستمرة مع انهيار مبادرات التعايش في الشرق الأوسط منذ هجوم السابع من أكتوبر، حيث كانت تدعم التوافق وتقاسم الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويركز الشباب على علاقاتهم الشخصية ومستقبلهم رغم الانقسامات المتزايدة. وتعدّ الرحلة التي تستغرق أسبوعا إلى جنيف جزءا من برنامج “معهد الدبلوماسية” الذي تنظمه منظمة “بناة السلام في القدس” للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما.

وقالت تينا شماس، وهي مسيحية من الناصرة في شمال إسرائيل تبلغ من العمر 17 عاما، “كنا خائفين جدا على عائلاتنا في 7 أكتوبر، لكننا الآن أكثر هدوءا لأننا نستطيع التحدث مع الأشخاص الذين عانوا من الكثير من المصاعب. ويمكننا التواصل مع بعضنا البعض”.

وشملت الرحلة ستة مسلمين، وخمسة يهود، وخمسة مسيحيين. وهم يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية ومرتفعات الجولان والولايات المتحدة.

ويبدو البعض متفائلا. لكن الخوف من معاداة السامية أو المشاعر المعادية للعرب لا يزال قائما في أذهان الكثيرين. وأسست المجموعة صداقات رغم المناقشات حول القضايا الصعبة والمثيرة للانقسام.

وقال عديلة، وهو مسلم من القدس الشرقية يبلغ من العمر 29 عاما، “من الرائع دائما أن نختلف. أعتقد أن هذا يجعل المحادثة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين أكثر صحة. إذا لم نتمكن من الجلوس والتحدث عن رواياتنا والاعتراف بها، فلن يكون مستقبلنا أكثر إشراقا. لن أقبل الحرب أبدا كحل لهذا الصراع. إن السلام هو الحل”.

وشملت الزيارة التي استمرت ثمانية أيام مقر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومكاتب الأمم المتحدة في جنيف، إضافة إلى اجتماع مع دبلوماسي سويسري يركز على قضايا الشرق الأوسط. ولم يشارك بعض المراهقين في الرحلة لأنهم يخشون التمييز والعنصرية.

وقال علي سلمان البالغ من العمر 17 عاما، وهو مسلم من قرية الغجر في مرتفعات الجولان، “لم يستطع صديقاي المجيء هذا العام. كانا خائفين لأنهما قد يواجهان التمييز والعنصرية ومعاداة السامية. كلاهما يهوديان”.

وقالت آري هامرمان البالغة من العمر 16 عاما، من وايت بلينز في نيويورك وهي تدرس في مدرسة يهودية وولدت في إسرائيل، إن موازنة هويتها العلمانية مع هويتها الدينية كانت مهمة صعبة.

وترى أن بعض الأشخاص في مجتمعها الذين قد لا تربطهم علاقات بالمسلمين أو الفلسطينيين “لا يفهمون أي منظور، إلى جانب ما يعتقدون أنه منظور إرهابي”. وفي الوقت نفسه يعتبر البعض من غير اليهود أن إسرائيل “دولة استعمارية” و”لا يفهمون العلاقة بين اليهودية وإسرائيل”.

وتابعت، في إشارة إلى التوترات التي تشهدها جامعات الولايات المتحدة بسبب الصراع في الشرق الأوسط، “كان العثور على مكاني في المنتصف صعبا قبل السابع من أكتوبر. وأصبح الأمر الآن أكثر صعوبة”.

وواجهت مجموعات أخرى عقباتها الخاصة وأغلقت أبوابها. وتقرر في مارس حل مجموعة شبابية مماثلة معروفة باسم “أيادي السلام” بعد أن ولدت من استجابة مفعمة بالأمل لهجمات 11 سبتمبر. وكانت نعمة ليفي واحدة من خريجيها، وهي جندية إسرائيلية تبلغ من العمر 20 عاما احتجزت رهينة في 7 أكتوبر.

متعلقات