الجمعة-20 سبتمبر - 03:11 ص-مدينة عدن

سلفاتوري سكيلاتشي..بطل تراجيديا دانتي..من فقر صقلية إلى ترف مونديالي..إلى مأساة ألقت به إلى جحيم الكوميديا الإلهية..

الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - الساعة 12:37 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" خاص _محمد العولقي


توتو سكيلاتشي..تعذب كثيرا في حياته..دفع فاتورة أخطاء غيره من سمعته ومن حياته ومن روحه المعنوية..
كتاب سكيلاتشي..دموع.. آهات.. اكتئاب..هروب من ظل إنسان..من ظل شجرة..من ظل مجتمع لا يرحم..
جاء من ميسينا إلى يوفنتوس في ذروة التجهيز لكأس العالم بإيطاليا عام 1990..
جاء حاملا فقره فوق ظهره..دولار واحد مقابل كل هدف يسجله..اليوفي اشتراه برخص التراب..وهنا انفجرت ماسورة الإعلام في وجه هذا الصقلي..
نبشت الصحافة في كل أجزاء حياته..عايروه بأن له أخا اسمه جوزيبي يسرق إطارات السيارات..عايروه بأنه مجرد بنشرجي في ورشة بصقلية..
كتاب حياته الفرح فيه فقط سطران كتبهما في مونديال إيطاليا..والباقي كله عذاب..من أسرة متنافرة..إلى هجوم الصحافة اليومي..إلى خيانة زميل..ثم الهروب من كل هذا إلى اليابان..
وضع فيتشيني سكيلاتشي خيارا أخيرا..كان الصف الأول من الهجوم لا يمس..فيالي وسيرينا وكارنيفالي وبالطبع باجيو..
في الافتتاح أمام النمسا..احترقت إيطاليا كلها وهي ترى منتخبها غير قادر على هز شباك النمسا..كان الوقت يمضي والمباراة تقترب من النهاية ولا هدف يلوح في الأفق..
فجأة استدار فيتشيني نحو سكيلاتشي هاتفا:
هيا يا فتى ربما كانت ليلتك..
أخرج المدرب كارنيفالي وأنزل سيكلاتشي..ويا له من تغيير..فمجرد نزوله هز الشباك بكرة رأسية منحت إيطاليا فوزها الأول..وتوالت أهدافه بعد ذلك كالعاصفة.. أضاف خمسة أهداف في مرمى تشيكوسلوفاكيا و الأوروغواي وإيرلندا والأرجنتين..نهاية بهدفه السادس في مرمى بيتر شيلتون حارس مرمى منتخب إنجلترا في مباراة تحديد المركز الثالث..
انتهى المونديال..سكيلاتشي فاز بلقب الهداف بستة أهداف.. إيطاليا كلها وقفت تعتذر لتوتو..ابن صقلية ظل رجل الساعة طوال شهر المونديال..
لكن ما حدث بعد ذلك تراجيديا..توتو عانى من انفصام حاد..خمد بركانه..دخل نفق مظلم من القهر
والضياع..خيانات..وشايات..وشائعات لا ترحم..
سكيلاتشي..وجد نفسه وحيدا تنهشه كوابيس اليقظة..وتذبحه آلام الجسد بلا رحمة..
أخيرا..هرب توتو من كل هذا الجحيم..السرطان كتب مشهد النهاية..

محمد العولقي

متعلقات