أسد الصحراء وصنديد النزال: العميد الركن طه علوان البوكري.. رمز المقاومة الجنوبية وبطل ملحمة خرز الجحار
الجمعة - 18 أكتوبر 2024 - الساعة 10:00 م بتوقيت العاصمة عدن
الصبيجة " عدن سيتي " الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
أسد الصحراء وصنديد النزال: العميد الركن طه علوان البوكري.. رمز المقاومة الجنوبية وبطل ملحمة خرز الجحار
عندما يذكر التاريخ قصص البطولة والتضحية في جنوب اليمن، يبرز اسم العميد الركن طه علوان البوكري كأحد أعظم القادة العسكريين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
كان هذا القائد أسد الصحراء وصنديد النزال، الذي خاض معارك شرسة ضد الظلم والطغيان، وسجل اسمه بأحرف من ذهب في سجلات المقاومة الجنوبية.
نشأة القائد ومسيرته العسكرية
ولد الشهيد العميد طه علوان البوكري في قريةفي قرية الرويس مديرية المضاربة محافظة لحج في كنف أسرة عريقة لها جذور تاريخيه عريقه ، تلك الأرض التي حملت منذ زمن طويل إرث البطولة والمقاومة.
نشأ في بيئة تربت على قيم العزة والكرامة، مما ساهم في تشكيل شخصيته العسكرية الصلبة.
منذ انخراطه في السلك العسكري في أواخر الستينيات، أظهر طه علوان شجاعة غير عادية وقيادة استثنائية، ما أهله للصعود في الرتب العسكرية حتى أصبح أحد رموز الجيش الوطني اليمني.
بطل حرب 1994 وموقف الشرف :
لم يكن العميد طه مجرد قائد ميداني، بل كان يحمل في قلبه مبادئ ثابتة لا تهتز أمام أي إغراء أو تهديد.
في حرب 1994م، برز دوره البطولي كأركان حرب لواء باصهيب، حيث رفض الانصياع لأوامر وقف إطلاق النار التي جاءت من الرئيس علي عبد الله صالح، وأصر على مواصلة القتال حتى نفاد الذخيرة.
كان موقفه الشجاع في تلك الحرب تجسيدًا لإرادة لا تنكسر، واستمر في القتال إلى أن أُسر، ليقف أمام صالح وجهاً لوجه ويرد عليه بجرأة قل نظيرها: "لو انتصرنا، لجعلنا من جماجمكم منافل لسجائر الأحرار".
شرارة المقاومة الجنوبية :
مع اجتياح مليشيات الحوثي وقوات صالح لأراضي الجنوب في عام 2015م، كان العميد طه علوان البوكري في طليعة القادة الذين رفضوا الاستسلام.
ارتدى زيه العسكري وأخذ على عاتقه تشكيل المقاومة الجنوبية التي كانت في ذلك الوقت تفتقر إلى السلاح المتوسط أو الثقيل.
إلا أن عزيمته الفولاذية وقيادته الحازمة استطاعت جمع رجال القبائل وتوحيد صفوفهم، مما أدى إلى إجبار المليشيات على الانسحاب من عدة مواقع استراتيجية، مثل خور عميرة وجبال خرز.
ملحمة خرز الجحار :
في جبال خرز الجحار، كتب العميد الركن طه علوان واحدة من أعظم ملاحم المقاومة الجنوبية. كان يدرك أن قلة العتاد وضعف الاتصالات ليست عائقاً أمام إرادة قوية تسعى لتحرير الوطن. قاد قواته بشجاعة واستطاع تحرير المناطق الجبلية، رغم الفوارق الكبيرة في القوة العسكرية بين المقاومة والميليشيات الحوثية.
كانت هذه المعركة نقطة تحول في مسار المقاومة الجنوبية، وأثبتت للعالم أن العزيمة الصادقة يمكنها كسر شوكة الظلم والطغيان.
استشهاد القائد وصاعقة الحزن :
في يوم الإثنين الموافق 24 أبريل 2015، سقط العميد طه علوان شهيدًا، مخلفًا وراءه صدمة هزت قلوب كل من عرفه وسمع عن بطولاته. خبر استشهاده كان بمثابة صاعقة أحرقت القلوب، فبكى لمقتله الرجال والنساء، الصغار والكبار، لما تركه من إرث عظيم وذكريات بطولة لا تنسى.
إرث الشهيد ودروسه للأجيال :
استشهاد العميد طه علوان لم يكن نهاية لمسيرته، بل بداية لتخليد اسمه في سجل الخالدين.
سيرته وبطولاته ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
إن ذكراه العطرة تذكرنا بأن الحرية والكرامة لا تأتي إلا عبر تضحيات جسيمة، وأن الدفاع عن الأرض يتطلب رجالًا من طينة العميد. طه علوان، الذين لا يخافون الموت في سبيل حماية الوطن.
ختامًا :
العميد الركن طه علوان البوكري لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للشجاعة والتفاني من أجل القضية الوطنية.
ملحمته في خرز الجحار ستظل واحدة من أروع قصص المقاومة الجنوبية، واسمه سيبقى مضيئًا في قلوب الأحرار وضمائرهم.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يبقى إرثه خالدًا في ذاكرة الأمة.