ٱراء واتجاهات


الاسم الكبير

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 05:35 م

الكاتب: القاضي . د . عبدالناصر أحمد سنيد - ارشيف الكاتب




القاضي هو الانسان الذي لا يحمل اسمه سوى تلك القيمه الافتراضيه التي تلمع فقط في أعين الناس ، بعد أن أصبح هذا الاسم موضوع بهذله من قبل هذه الحكومه الموقره فيما يتعلق براتب القاضي الذي لا يكاد يساوى سوى الفتات في مواجهة سوق تشتعل تحرق نيران اسعارها كل ما يحمله الراتب من اوراق البنكنوت
القاضي ليس عباره عن اسم فقط إنما هو عبارة عن تاريخ رجال السلطه القضائيه كتبوا هذا الإرث بأحرف من نور بينما تحاول الحكومه أن تجعل من هذا الإرث تاريخ منتهي الصلاحيه ، فهذا القاضي طالما وقف وحيدا بين الخصوم نظيف اليدين ممسكا بقوه بميزان العداله في وسط مشاهد محزنه من الصراخ و الدموع ودعاوى من هذا ودفوع من ذاك وملف يصرخ بمستندات هذا وملف مضاد يتكلم بحجة ذاك . فتساءلت ما قيمة القاضي؟ ما قيمة العمل الذي يقوم به ؟ هل قيمة هذا العمل تقاس فعليا بميزان الاحترام علما بأن الدوله لاتقيم وزنا لاعضاء السلطه القضائيه والذي يفترض وفقا لنصوص الامره في دستور البلاد بأن السلطه القضائيه هي سلطه و عمود وركيزه رئيسيه من سلطات الدوله الثلات ، فعبء و ثقل الامانه التي طالما قصمت ظهور أعضاء السلطه القضائيه ولكن خفة وزن راتب اعضاء السلطه القضائيه تذل على أن هذه الحكومه تعتقد بأن القضاة هم من فصيلة الغربان قياسا على العباءه السوداء الذي يرتدونها و النعيق الذي يصدروه فلا يستحق هذا الغراب الذي اوجع رؤوسنا بالصداع من خلال إصدار ذاك النعيق" الإضرابات" سوى البعض من الفتات .
قد يكون هذا المقياس يمثل مؤشر خطير بأن قيمة القضاة في بورصة الاضرابات قد انخفضت وأصبحت كاسده حيث أصبحت المضاربه على أسماء القضاة متاحه من قبل هذه البورصه فهيبة القضاة أصبحت رخيصه يمكن للجميع المضاربه عليها بعد أن أصبح هذا القاضي ليس له اي قيمه يمكن ان تحقن اسمه وسمعته أو تحفظ ماء وجهه وليس هناك كرامات تشفع لهذا القاضي حسن سيرته وكل مناقبه وتبيض له وجهه.
بورصة المضاربات لا تعترف بمعاناة القضاة ، فهذا القاضي المسكين الذي شحذت كل تلك السكاكين لأجل النيل من هيبته واسكات صوت الحق الذي يمثله ، فهو لازال يعمل بأجرة توازي من حيت القيمه الفعليه أجرة "شغاله" في فيلا أحد الوزراء ، ولازال هذا القاضي يعمل من دون اي حمايه فالدروع الذي تحيط باسمه يجب أن تكفي رغما عن أنفه لحمايته حينما يتنقل وسط من قام بالحكم عليهم مبتسما من دون اي خوف في أن يتلقى لكمة قويه من هنا أو طلقة ناريه من هناك فهذا ليست سوى مؤشر صحي على معزة من حكمت ضدهم ، ويجب عليه أن يأتي إلى العمل مكرها حتى لو امتلأت الشوارع بصراخ المظاهرات أو كان هو بذاته يعاني من المرض، فالمرض ليس حجه فهو عبارة عن نعمة تغسل بها خطيئتك بدل أن يأتي التأمين الصحي فيغسل بالفلوس مرضك ،تساءلت هل نحن كقضاة نمتلك الحصانه التي تقينا من الأمراض؟ ، في الوقت الذي يعاني فيه راتب القاضي من مرض الصفار نتيجة ماتعرض له من الفجائع الذي أصابته بتشنجات وتقلصات في قيمته نتيجة تقلب حال العمله .
الشكوى تحمل بناء جميل وحصيف للكلمات تكتب تحت قاعده واحده كلمة حق اريد بها باطل ، فالباطل في زماننا أصبح قلم في يد كل من يستطيع الكتابة عليه.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه