ٱراء واتجاهات


لعلهم يفقهون.

الإثنين - 14 أكتوبر 2024 - الساعة 10:20 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




في فترة ثمانينيات القرن الماضي قاد الأمريكان والغرب عمومًا ومعهم تقريبًا كل دول منطقتنا حملة كارثية لدحر الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وفي أوج حرب الخليج الأولى التي استمرت ثماني سنوات بين إيران التي يحكمها وما زال نظام ثيروقراطي يجر على المنطقة كوارث، والعراق بقيادة حزب البعث العلماني الذي جر المنطقة لكوارث أيضًا.

كانت الدعاية التي تروج على كل منابر المساجد والإعلام هو الجهاد في سبيل الله لنصرة المسلمين في أفغانستان، وكأنه لا مسلمين يتقاتلون فيما بينهم( إيران والعراق) ولسان حال الصهاينة والأمريكان والغرب يقول: فخار يكسر بعضه لنغذي أصحاب العقول الفارغة بالرصاص والخرافات فهي عقول لا تستوعب حقيقة أنها تقتل بعضها البعض من أجل الآخرين.

ما أود أن أقوله وأصل اليه وأن أؤكد عليه، لنشاهد المشهد اليوم عندما تحول واقعنا البائس اليوم لحقيقة لا لبس بها فمن كان يستخدم دماء شعوب المنطقة من أجل مصالحه غير عابئ بالنتائج التي تنتج عن ذلك، نراه يتذوق طعم الدماء بنفسه، فعندما كنا نقول لا توقظوا الوحش الكامن في التاريخ من سباته، ولا تخرجوه من قمقم التاريخ، كان هناك من يهاجمنا ويتهمنا بمعاداة المقدسات كوني ليبراليًّا يسيرني العقل والمنطق وليس العواطف، لقد اكتوى الغرب والشرق من ذلك الوحش الذي ربوه بمخادعهم لضرب العقل والمنطق والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ليس لشيء إلا لأن إنسان هذه المنطقة ليس إنسانًا بنظرهم وإنما إنسان متوحش لم يرتقِ بعد للحضارة البشرية، ولا يستحق أن تكون له عزة نفس وكرامة وحرية وديمقراطية أسوة ببقية كل شعوب الأرض، وهذا ما جنيناه من عقول تحجرت وتصلبت وصدأت على عتبات الماضي، وترفض أن يوضع بها القليل من الزيت لتحريك بعض تروس الماضي لتتمكن من مجاراة الحاضر وليس القفز للمستقبل طالما أنه لا زال تجار المقدسات هم المسيطرون على تروس تلك العقول، وبيدهم تزييتها من عدمه والأغرب بذلك هناك من لا يزال يستمع لهم، ويطيعهم طاعة عمياء.

إذ كانت هذه الأمة لا زالت عالقة في الماضي فكيف تريدونها أن تلج دهاليز المستقبل الذي سيسيطر عليه الذكاء الاصطناعي؟!!!