السبت-21 ديسمبر - 07:24 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


رسالة الى فخامة المهندس حيدر ابوبكر العطاس عبر اعاصير الشتاء تحملها

الجمعة - 18 أكتوبر 2024 - الساعة 09:31 م

الكاتب: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب




اهلا بك زائرا،ولو اننا نتمناك عائدا مع ذاتك ومع بقية الرفاق التي فضلت الاغتراب واللجوء على الوطن وفضلت جنسية الاغتراب على الهوية.. نعلم انك اتيت الى شعب الجنوب بدعوة حضور ومن يطلب للحضور في هذه الساعة يدان، والمدان المطيع يلقن لانه مفقود الارادة لا رأي له، ينفذ ما أوتي من أجله، ويرجع الى زنزانة النفي ولو كان في نعم الترغيب كالكبش الذي يعمل على تسمينه للاستفادة منه في وجبة غذائية مسمنة تظهر الاوجان في ابهى صورها حين تبيض الوجوه قبل انتفاخ البطون و قبل التاسعة،كل سواء بسواء يستفاد من شحمه ولحمه..وأعطني العذر كرما منك في ضرب المثل لشعب مكلوم بإسم وحدة البيع بأبخس ثمن بشخطة قلم مسخت من أطالس الخرائط بصك لا بها توقيع شهود ولا حتى حضور بلمح البصر،وذاب الجنوب ذوبان الثلوج.. ويبقى الشعب بالسابعة يذبل ويذبل نازلا في هبوط مستمر الى اسفل قدميه في زوال بلا مصير يذكر..و نظل نحن البقية بمحطة الرحيل في انتظار وما اقسى الانتظار وما اطوله للمغادرة لا أنا نازح ولا لاجئ ولا مهاجر، محيت عني تصانيف الدول، وتجمدت في ذهول لما يحدث في الجنوب ويحصل .. حتى هذه بسجلات السوابع ليست لي مكان فيه .. فمتى نكون؟ فكل شئ منا سلب. فالمصارحة يافخامة المهندس إن لم تكن مع حسن النوايا.. تهميش ودجل. فأصدقوني القول بالافعال لا بالثرثرة والكلام.. فعالم اليوم ان لم يثبت بالعزم والاصرار وتملك الحدود والمبادرة فيه، فليس له بعالم اليوم وجود،وان لم يسابق الرياح فاته القطار،فكل شئ بالعالم تغير . غريب في ارضي وفي منفاي، صورة تجلت لقطاتها من عدسات الرائي منذ الشروق الى الغروب وتفننت أشعتها وتلونت في اشراقها، ولك أن تتفقد نفسك بتقرير تعده انت لتعرف نفسك بلا تدخل من دخيل،حتى لا نتهم من خلال يومك فيما يقال ويقيل.
واحب أن أذكرك بأن للشعب آباء وأمهات وأبناء وأخوة وأقارب واصدقاء وجيران أفتقدناهم بدم بارد من قبل عام 1994 واثناءه وبعده.. مجازر ابادية لم يشهدها الجنوب طوال عصوره من قبائل اليمن في اكبر همجية قبلية لأفضل ألوية الجنوب والعرب تأهيلا واخلاقا وشجاعة.. فكيف لي أن أنسى إبادة لواء الاول مدرع في منطقة يريم ولا لواء اصحاب يناير في حرف سفيان (ابريل 1994)ولا لواء باصهيب في منطقة ذمار (4/مايو/1994) ولا لواء الرابع عشر مشاه في جبل الصمع /صنعاء..(5/مايو/1994) ولولا المواقع التي اختيرت لها التي كانت بمثابة فخ لهذه المهمة لما حدثت لها المجزرة.. لكن من كان سببا في موافقة الأختيار عليها وانت في حينها في وضع المسئول؟ فهذا الذي لن انساه أبدا، ومازالت المجازر على نهجها تسير،تذكرني بالأحبة بكل مآسيها.. فهل لمحت شيئا من التغيير؟ جئت اهلا وسهلا ومرحبا بك، لكنك بعد مليونية سيئون أتيت مهرولا.. أجئت مهنئا أم مهدئا أم خائفا؟ أما سمعت بالدعوة للمليونية؟ كنا نتمنى المؤازرة والدعم لاستعادة الدولة ولنصرة الشهداء من قبل ومن بعد..لذا لن اقبل أسطوانة التصالح والتسامح مالم يكن هناك صفاء للنوايا والثقة والوفاء للوطن وللشهداء وتوحيد الكلمة والصف بصدق وجدية ورمي الماضي بكل مساوئة وفتح صفحة جديدة وولادة جديدة للتصحيح في بناء الدولة بحدودها ماقبل مايو من عام 1990.


سؤالك لك وجوابك لك.. يهمنا حق تقرير المصير ومن داخل الجنوب يكون. ومن لا يفهم أهمية البيان يستحيل عليه فهم رسم السياسات والخطط والرصد والتقييم.
وذمتم...