ٱراء واتجاهات


سيستمر نزيف الدم السوري وأنتم تجادلون بجنس الباعوضة!!

الأحد - 09 مارس 2025 - الساعة 03:24 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




التاريخ يسجل المجازر

يوم أمس في تغريدة لي ناشدت بها قوى الخير والسلام وحقوق الإنسان بالتدخل لوقف ما يحدث في سوريا من مجازر طالت المدنيين وغير المدنيين.

بحكم أني حقوقي وداعية سلام وضد أعمال العنف بكل أشكالها، ومهما كانت تبريراتها ناشدت المجتمع الدولي للتدخل ليس دعمًا لما تقوم به فلول النظام السابق، وليس ضد فرض الأمن ووقف العنف من قِبَل قوات الشرع، ما حدث وسيحدث لاحقًا سبق وأن حذرت منه بعد أول يوم من سقوط وانهيار نظام الأسد، وقلت بالحرف الواحد بأن سوريا لن تستقر حتى بعد خمسين عاما لإدراكي أن هناك من له مصلحة بجعل سوريا بؤرة صراع دائم، ومقسَّمًا ومفتَّتًا، وسيعملون على تغذية أطراف الصراع بغض النظر عن هذه الفئة من الشعب السوري أو غيرها، ولعل اليوم الضرب على العلويين، وغدا حتما سيكون على الدروز، وبعد غد على غيرهم، والواضح أن هناك طرفين يدعمان الصراع الطرف الأول إيران يدعمون فلول النظام السابق بقيادة المدعو غياث سليمان دلا ضابط في جيش نظام الأسد المباد وذلك لإعادة نفوذها في سوريا ولبنان والصهاينة يدعمون العلويين بحجة حمايتهم باعترافهم وحسبما تناقلت أخبارهم، ولا حظوا البرغماتية في التعاطي مع هذا الملف تحديدا وكيف التقت مصالحة إيران والصهاينة على حساب دم الشعب السوري، والطرف الآخر دول المنطقة وتركيا يدعمون نظام الشرع الجديد، ولكم أن تتخيلوا المأساة التي يعيشها الشعب السوري ولا علاقة لي بمكوناته ولا طوائفه ولا مذاهبه، المفارقة في التقاء مصلحة الخصمين (الصهاينة وإيران) لتفتيت المفتَّت وتجزئة المجزَّأ، ويأتيني من يقول لي بأني غير متابع للوضع في سوريا!!! .

ما يهمني كحقوقي هو الإنسان السوري الذي يدفع ثمن صراع الحيتان على أرضه، ولا بد من كشف ذلك للعامة لكي لا تجركم عواطفكم المذهبية والدينية لمستنقعات الدماء كما جرتكم لشعاب تورا بورا إبان ثمانينيات القرن الماضي، لذلك المطالبة بوقف ذلك الصراع هو الذي يحفظ ماتبقى من الدم السوري الذي ينزف منذ عقود منذ حكم الأسد وبراميله المتفجرة، وبعد انهياره، ولا أزال عند رأيي سيستمر نزيف الدم السوري كما نرى نزيف الدم العراقي والفلسطيني واليمني والسوداني والليبي ناهيكم عن الدم الصومالي المنسي لخمسين عاما إن لم يكن للأبد إن لم يتحرك عقلاء سوريا والمنطقة لوضع حد للتدخلات في الشأن السوري.

ملاحظة أخيرة لأصحاب العواطف طالعتنا الأخبار بأن هناك زحفًا بشريًّا يهوديًّا على جنوب لبنان، وامتد لداخل الأراضي السورية التي احتلها الصهاينة بعد سقوط نظام بشار، وأنتم لا تزالون تتجادلون بجنس الباعوضة!!!