ٱراء واتجاهات


ضمائرنا الضائعة

الخميس - 20 يوليه 2023 - الساعة 05:23 ص

الكاتب: القاضي . د . عبدالناصر أحمد سنيد - ارشيف الكاتب






هل لدينا قنوات اتصال مع أصدقائنا ؟ سيجيب الجميع وبنبرة اتصال بأقاربنا ؟ ستخف عندها الأصوات ،بل إن بعضها سيضطرب ، وستأتي ردود الأفعال الخجولة تعقبها موشحات من الأعذار و المبررات، لكن هذا قطعا لا يهمني..، ولكني سأعيد هذا السؤال و بلهجة أشد غلظة هل لدينا قنوات اتصال مع ضمائرنا ؟ أظن أن الجميع سيصمت ليس من وقع السؤال ، ولكن من ثقل الإجابة، فلا تستطيع الألسن أن تحمل ثقل الكلمات ك جواب !!.
فتساءلت هل يحمل الناس في أيامنا هذه ضمائر حية؟؟!! لأن الواقع يتحدث بعكس ذلك....!!
وان هذه الضمائر التي نتباهى بها على مختلف أشكالها قد تم إيداعها في بنك الغافلين إلى قيام الساعة لتعود علينا بنار لا نقوى على تحملها ، فتساءلت هل من المفترض أن نقوم بانشاء هيئه لإيقاظ الضمائر ؟ كيما تجعل من هذا الضمير مثل أي كاميرا نراقب فيها أنفسنا ، ويكون مرتبط بشبكة خاصة توصلنا الى القلب مباشرة توقظنا كلما اشتهت أنفسنا أكل الحرام ....
البعض منا يغلق بحرفية كل الدفاتر والسجلات في الدنيا أمام كل والأجهزة الرقابية من غير أن تكتشف هذه الأجهزة مخالفات المالية، فيمضي هذا البعض منتشيا مسرورا بهذه العبقرية الفذة غير مدرك بأن هناك سجلات أخرى تدون فيها كل شي سيقف يوما أمامها صارخا (مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة..... الى أخر الآية) الآية 49. سورة الكهف.
اني أتوجه بنداء عاجل الى أنفسنا لتفعيل خاصية الضمائر فينا وايقاضها من خصيصة الطيران ،فليس حصيفا أن نعيش على أحلام، و نعيم لا يدوم وأن نتلدذ بأكل لقمة ، قد نستصيغ طعمها في الدنيا ، ولكن ثق أنك لن تستصيغ طعمها في الآخرة، فلا تجعل حياتك ثمنا للباس أنيق أو وجبة طعام في مطعم أو مسكن فاخر أو حساب بنكي ، فإن كل ذلك عبارة عن زينة ....
اليوم ما زال الأمر بايدينا ومازلنا قادرين على إصلاح أنفسنا ، فإن أعظم الفساد هو فساد النفس وإن إصلاح النفس يتطلب تضحيات لأن كل شي جميل يجب أن نضحي بالغالي والنفيس لكي نحصل عليه، فما بالك لو كان هذا الشي هو أنت.

القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيرة الابتدائية