الثلاثاء-22 أكتوبر - 10:22 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ذو نظرة بعيدة وثاقبة

الجمعة - 01 مارس 2024 - الساعة 10:44 م

الكاتب: د خالد القاسمي - ارشيف الكاتب




خلق الإنسان في هذه الدنيا ليتفكر ويتأمل ، ولكن إبتعادنا عن هذا الطريق هو السبب الرئيسي لما نحن فيه من مآسي اليوم .

أتذكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز حينما قال في القمة العربية بشرم الشيخ 2003 مخاطبا القذافي *أنت من جابك للحكم* سؤال بسيط يعيد للأذهان أمور كثيرة ، كيف أستولى القذافي ورفاقه على السلطة في سبتمبر 1969 ، وكيف حول حكمه لحكم فردي إستبدادي ، وبدد ثروات الشعب الليبي في مؤامراته ونزواته ، فقد ضاقت عليه ليبيا بما رحبت من مساحة ، وتطلع لزعامة العرب وأفريقيا بل والعالم بجنون العظمة الذي عاش فيه سني عمره ، وكشفت تسجيلات خيمة القذافي ومن حضرها حجم التأمر على دول الخليج وقادته .

وإذا ما أتجهنا من شمال القارة الأفريقية إلى غرب آسيا العراق تحديداً ، لوجدنا الكارثة التي حلت بالأمة بإستيلاء حزب البعث على مقدرات الشعب العراقي الذي بلغت ثروته 400 مليار عام 1968 تغطي ميزانيات الدول العربية مجتمعة ، ووصول صدام للسلطة عام 1979 حيث خاض حروب عبثية هدفها تمزيق العراق وشعب العراق ، وأدخل العراق في مواجهات وعداء دائم مع الشرق والغرب ، وحينما خسر كل شي وجر العراق لديون ومشاكل لا حصر لها كان يعتقد أن غزوه للكويت سوف يحل كل مشاكله ، وكان يرى في فكره الهستيري أنه سوف يتزعم العرب والعالم لأن حجم ومساحة العراق صغيرة لا تليق به كقائد أممي ، ولكنها كانت نهايته ونهاية نظامه التدميري وللأبد في 2003 .

وإذا ما أتجهنا للجنوب الغربي من القارة الأسيوية حيث اليمن ، لوجدنا أن علي عبدالله صالح لم يصل للحكم في 1978 إلا بعد أن أغتال وصفى خصومه من زعماء اليمن ( الحمدي والغشمي ) ، وخاض في 1979 حرباً مع جاره الجنوبي جلبت له ولبلاده المذلة والمهانة ، وأولى خطواته للإعدامات كانت للقيادات الناصرية بعد فشل إنقلابهم في أكتوبر 1978 ، ولمواجهة خصومه في الجنوب وقيادته المتمثلة في الحزب الإشتراكي أنشأ في صنعاء 1982 المؤتمر الشعب العام ، وحينما تفكك الإتحاد السوفيتي 1990 وخوفاً من إستحقاقات أبناء الجنوب اليمني ، سارع قادة الجنوب للإنضمام لوحدة غير متكافئة مع الشمال ، كانت نتائجها محو الجنوب اليمني من الخارطة عام 1994وضمه قهرياً للشمال ، وفي 2011 حينما قام أبناء الشمال ضد نظامه ، صالح ، تدارك الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الأمر وأخرجه من السلطة ببياض الوجه وبوثيقة تتكفل بعدم ملاحقته قضائياً وقانونياً بعد أن قتل وأباد أبناء الشعب اليمنى ، ولكنه أبى إلا العودة للسلطة لكن هذه المرة على ظهر ميليشيات حوثية بدعم إيراني ، وكانت نهايته على أيديهم في 2017 ، لأن وكلاء إيران لا يقبلون شريك لهم في إدارة شؤون حكمهم .

وإذا ما تأملنا لأمثال هؤلاء القادة ألا نتعض ونعود لحديث الملك عبدالله بن عبدالعزيز *من جابك للحكم* اليّس أمثال هؤلاء صناعة غربية لتدمير شعوبهم ، أترك الإجابة للقارئ الحصيف .


*د. خالد القاسمي*