روائح الجسم قد تعزّز العلاجات النفسية!
الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - الساعة 11:45 ص بتوقيت العاصمة عدن
"عدن سيتي" متابعات
توصّل باحثون من معهد "كارولينسكا" في السويد إلى نتيجة غريبة تشير إلى أن روائح الجسم المصاحبة للحالات العاطفية للإنسان قد تكون قادرة على تعزيز التأثيرات المخفّفة للقلق، التي تنجم عن ممارسة تقنيات العلاج النفسي مثل تدريبات اليقظة الذهنية القائمة على التأمل.
وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة "الاضطرابات العاطفية"، أن روائح الجسم قد تكون بمثابة وسيلة للتواصل بين أجزاء الجسم المختلفة، حيث تحتوي على مجموعة من الإشارات الكيماوية، التي تتأثر بدورها بالحالة العاطفية للشخص.
وفي هذا السياق، تقول إيما إلياسون باحثة ما بعد الدكتوراه في المركز الوطني لأبحاث الانتحار والوقاية منه، في المعهد: "نعلم أن البشر يتأثرون بالروائح العاطفية للجسم، حتى لو لم نكن مدركين لذلك. وفي دراستنا، أردنا اختبار ما إذا كان من الممكن استخدام هذه المعرفة لتعزيز العلاجات النفسية".
وسعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كانت روائح الجسم المرتبطة بحالته العاطفية يمكن أن تعزّز فوائد التدخل النفسي القائم على العلاجات الذهنية بالتأمل للأفراد الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الاكتئاب.
وتم دمج 48 امرأة يعانين من أعراض القلق الاجتماعي، و30 امرأة يعانين من الاكتئاب في تجارب الدراسة، وتم تقسيم المشارِكات إلى ثلاث مجموعات مختلفة تعرضت إما لرائحة الجسم في حالات شعورية مثل السعادة والخوف، أو لهواء نقي منعش. وبعد تكليف المشارِكات بأداء تمارين اليقظة الذهنية على مدى يومين متتاليين، متضمنةً تمارين التنفس، والتأمّل، وتمارين الاسترخاء... وفي أثناء التمارين، تم تقديم رائحة جسم محدّدة لكل مجموعة.
ومن خلال الاختبارات تم تقييم مستويات القلق أو الاكتئاب في بداية كل جلسة ونهايتها. وفي الوقت نفسه، تم تسجيل معدل تقلب ضربات القلب والنشاط الكهربائي للجلد أثناء التمارين لقياس مؤشرات التوتر والإجهاد الفيزيولوجية.
وفي اليوم الثاني من الدراسة، لوحظ انخفاض كبير في أعراض القلق لدى النساء المعرّضات لروائح الجسم المرتبطة بالسعادة والخوف، مقارنةً بأولئك المعرّضات للهواء النقي، حيث كان تأثير التدريبات النفسية فيهنّ أضعف.
وتقول إيما إلياسون: "هذا الانخفاض المتزايد في الأعراض قد يشير إلى أن العاطفة نفسها ليست هي التي تؤدي إلى التأثير المحسّن، بل ربما تكون الإشارات الكيماوية هي التي تنقل نوعاً من الحضور البشري في أثناء التدريبات النفسية".