الأربعاء-15 يناير - 10:42 م-مدينة عدن

مع احتفالاتهم بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة.. ماذا تعرف عن "أمازيغ ليبيا"؟

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 07:45 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




يحتفل الأمازيغ في ليبيا كباقي مختلف مناطق شمال أفريقيا بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، فهذا الحدث مرتبط بهم تاريخيا وثقافيا، ويعكس عمق هويتهم وتراثهم في هذه المنطقة، والذي يمثل فرصة لاستحضار تاريخ طويل من الكفاح من أجل الحفاظ على الخصوصية الثقافية والهوية الأمازيغية، وكذلك للتذكير بالتحديات السياسية والحقوقية التي لا تزال تواجه هذه الشريحة المهمة من المجتمع الليبي.

جزء أساسي من الأمة الليبية
الأمازيغ هم أحد المكونات الأساسية للنسيج الاجتماعي الليبي، ويتوزعون جغرافيا في عدة مناطق في ليبيا، ويتركز وجودهم في الشمال الغربي والجنوب الغربي من ليبيا، أبرزها زوارة، نالوت، يفرن، جادو، كاباو، تندميرة، وازن، غدامس، وأوباري، غات، والبركت.

وعلى الرغم من أن الأمازيغ يشكلون جزءا من التكوين الديموغرافي الليبي، إلا أن ثقافتهم ولغتهم عانت لفترات طويلة من التهميش في ظل سياسات سابقة تجاهلت التنوع الثقافي للبلاد.

تطلعات سياسية وحقوقية
هادي برقيق رئيس المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا وصف لنا المشهد قائلا: "الوضع السياسي لايزال في حالة سكون ولا يوجد أي تغير أو تطور في الوضع، وتبقي كل الأمور مرهونة على هواء أي شخصية تسيطر على المشهد السياسي الليبي.

مضيفا أيضا أنه "طالما لا يوجد دستور أو قوانين تضمن حقوق كل المكونات وقد شاهدنا في السابق كيف حدث مشاكل وتجاوزات أمنية كانت مهددة بشكل مباشر للمدن والمناطق الأمازيغية، أيضا صدور فتاوى تكفيرية ضد اتباع المذهب الأباضي والتي يتبعه غالبية الأمازيغ، وهذا أيضا تهديد لوجود الأمازيغ في ليبيا".

أما عن التطلعات المستقبلية فقد قال برقيق "نرى ضرورة الاتجاه نحو طاولة حوار موسع شامل لكل الأطراف والمكونات الليبية، للخروج من هذه المرحلة والذهاب إلى مرحلة استقرار دائم عبر انتخابات يتم إجراؤها وفق قوانين توافقية وليس بالمغالبة".


تحديات الهوية وانتظار التمثيل الدستوري
المحلل السياسي إبراهيم بلقاسم علق عن هذا الموضوع قائلا بأن "القضية الأمازيغية ما زالت تواجه تحديات كبيرة.

فهي حتى هذه اللحظة لم تُعالج بالشكل الفعلي. أول هذه التحديات هو مسألة تنظيم الحقوق الأمازيغية في الدستور، الذي صدر عام 2017 ولم يُطرح للاستفتاء، ووفق مشروع الدستور، تُعد اللغة الأمازيغية لغة رسمية ضمن إطار الهوية الليبية، ولكن فيما يتعلق بالمكونات الثقافية، لم يضمن الإعلان الدستوري تمثيلًا مناسبًا للأمازيغ في المؤسسات الرسمية والسلطات المحلية حتى الآن، لم يتم معالجة مسألة تمثيلهم بشكل كافٍ ونهائي، مما يشعرهم بنوع من التهميش الفعلي، ويثير لديهم إحساسًا بعدم القدرة على الحفاظ على هويتهم".

وأضاف إبراهيم بلقاسم: "للأسف، هذه السنة لم تشهد إدراج الهوية الثقافية الأمازيغية بشكل واضح، ولم يكن هناك أي احتفال رسمي بالسنة الأمازيغية.

لم أرَ تمهيدًا كالذي يحدث كل عام للاحتفاء بجزء مهم من الثقافة الليبية، كما لم يتم تقديم خطوات ملموسة أو تدشين كبير لتدريس اللغة الأمازيغية، رغم أنها جزء أساسي من الهوية الليبية".

متعلقات