الجمعة-31 يناير - 02:17 ص-مدينة عدن

هكذا عادت "قناة بنما" لأهلها من قبضة الأميركيين قبل عقود

الخميس - 30 يناير 2025 - الساعة 08:15 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




لم تكن الأزمة الأخيرة بين أميركا والبنميين وحيدة، بل هناك تاريخ قديم حول الممر الهام.


فبعد مضي 15 يوما فقط عن إعلانهم استقلالهم عن كولومبيا، وقعت إدارة الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر 1903 على اتفاقية هاي بوناو فاريلا (Hay–Bunau-Varilla) التي أنشأت منطقة قناة بنما ومهدت لبناء القناة الشهيرة التي كان من المقرر أن تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

وبتلك الفترة، كانت بنما قابعة تحت إدارة كولومبيا التي عاشت على وقع حرب أهلية دامية، فاستغلت إدارة الرئيس ثيودور روزفلت الأمر بدعم استقلال بنما مقابل حصولها على حقوق تشييد القناة وتشغيلها ضمن منطقة ذات سيادة تديرها الولايات المتحدة الأميركية.

هيمنة الأميركيين على قناة بنما
اكتملت أشغال بناء قناة بنما منتصف شهر آب/أغسطس 1914. وخلال نفس السنة، تم افتتاح القناة التي وصفت من قبل كثيرين بمشروع القرن حيث مثلت الأخيرة معجزة هندسية قادرة على رفع السفن لنحو 85 قدما فوق سطح البحر أثناء إبحارها بين بحر الكاريبي والمحيط الهادئ.


ومنذ اكتمال أشغال البناء، أثارت عملية هيمنة الحكومة الأميركية على قناة بنما حالة من الاستياء بكامل أميركا اللاتينية بسبب الحجم الاقتصادي الهام للقناة واستحواذ الأميركيين عليها وعلى عائداتها المالية.

فحسب الاتفاقية الموقعة سنة 1903، هيمت الولايات المتحدة الأميركية على هذه القناة، التي امتدت لنحو 51 ميلا، للأبد. وعلى الرغم من عدم امتلاكها للمنطقة التي أنشأت عليها القناة، امتلكت واشنطن سلطة لحكم قناة بنما وتشغيلها والدفاع عنها عسكريا كما لو كانت جزءا من أراضي الولايات المتحدة الأميركية.

وحسب تقارير تلك الفترة، لجأت الولايات المتحدة الأميركية منذ العام 1903 لإبعاد أكثر من 62 ألف بنمي بحوالي 40 قرية ومدينة بنمية بهدف إفساح المجال الكافي لتشييد القناة.

وعقب تشييد القناة، أنشأت السلطات الأميركية بالقرب منها مناطق مخصصة لإيواء مواطنين أميركيين. وقد احتوت هذه المناطق حينها على مساكن ومدارس ومستوصفات وشركات مخصصة لإدارة وحماية قناة بنما. وتماما كما كان عليه الوضع بالأراضي الأميركية، عانت هذه المناطق بالقرب من قناة بنما من ويلات سياسة الميز العنصري التي فصلت بين البيض والسود.

كارتر يعيد القناة لبنما
أما بعد الحرب العالمية الثانية، فقدمت بنما خلال الخمسينيات شكاوى للرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور حول المعاملة السيئة التي تعرض لها العمال البنميون بالقناة والتأثيرات السلبية للسلع الأجنبية، التي كانت تباع عند القناة، على اقتصاد بنما.

وردا على تزايد الاحتجاجات، وافق الرئيس الأميركي جون كينيدي سنة 1963 على قرار سمح برفع العلمين الأميركي والبنمي بالمواقع غير الرسمية عند القناة.


وبالعام التالي، شهد يوم 9 يناير 1964 مناوشات بين طلاب بنميين وسكان المناطق القريبة من مدرسة بالبوا (Balboa)، التابعة للقناة، عقب مطالبة البنميين برفع علم بلادهم فوق المدرسة لجانب العلم الأميركي.

ومع تزايد وتيرة أعمال الشغب بالمنطقة، أرسل الأميركيون العديد من قواتهم عند القناة لتندلع مواجهات أسفرت عن مقتل 22 بنميا وإصابة المئات.

وعلى إثر ذلك، رد الرئيس البنمي عن طريق قطع العلاقات مع الجانب الأميركي لتكون بذلك بنما أول دولة بأميركا اللاتينية تتخذ مثل هذا الإجراء.

أما خلال فترة الحرب الباردة، تجنب الأميركيون بالبداية مقترح إعادة القناة لبنما. فمع نجاح الثورة الكوبية سنة 1959، تخوف الأميركيون من إمكانية ظهور نظام شيوعي بالمنطقة وتسليم القناة للاتحاد السوفيتي.

مفاوضات
يذكر أنه ومع تولي جيمي كارتر لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، كانت المفاوضات جارية منذ سنوات حول تسليم القناة للبنميين تزامنا مع تراجع معارضة الجمهوريين للأمر.

وخلال العام 1977، وقع كارتر معاهدتين مع بنما لتسليم القناة حيث نصت الأولى على منح الجيش الأميركي حرية التدخل لحماية القناة في حال وجود تهديد لحيادها، بينما نصت الثانية على تسليم القناة لبنما بحلول يوم 31 كانون الأول/ديسمبر 1999.

ولحدود يوم تسليم القناة، رفرف العلم البنمي لجانب العلم الأميركي فوق القناة ما بين عامي 1977 و1999.

متعلقات