السبت-01 فبراير - 07:02 م-مدينة عدن

بهذا العام.. غرقت غواصات بريطانيا بسبب الضباب

السبت - 01 فبراير 2025 - الساعة 04:00 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



خلافاً لما حصل بالحرب العالمية الثانية، لم تشهد الحرب العالمية الأولى معارك بحرية هامة، ففي الغالب استخدمت السفن الحربية والغواصات بعمليات الحصار وقطع طرق الإمدادات. فبالمحيط الهادئ، لجأ الألمان لحرب الغواصات التي عمدوا من خلالها لمهاجمة السفن التي نقلت الإمدادات للبريطانيين. وفي المقابل، استخدم البريطانيون بوارجهم الحربية لفرض حصار خانق على السواحل الألمانية.


وفي خضم هذا النزاع الذي استمر بين عامي 1914 و1918، تعرضت البحرية الملكية البريطانية خلال الليلة الفاصلة بين يومي 31 يناير/كانون الثاني و1 فبراير/شباط 1918 لنكسة ضمن ما لقّب، بشكل ساخر، بمعركة جزيرة ماي (May Island) التي شاركت فيها سفن بريطانية فقط.


الإبحار نحو سكابا فلو
مساء يوم 31 يناير 1918، غادرت نحو 40 قطعة بحرية بريطانية منطقة روزيث (Rosyth) بإسكتلندا باتجاه منطقة سكابا فلو (Scapa Flow) بأوركني (Orkney) لإجراء تدريبات بحرية شملت حينها جميع سفن الأسطول الكبير (Grand Fleet) الذي مثّل بتلك الفترة أكبر أسطول لدى البحرية الملكية البريطانية.


إلى ذلك، تواجد ضمن القطع البحرية التي غادرت روزيث ثلاثة بوارج حربية، رافقتها بعض المدمرات، التابعة للأسطول الخامس إضافة لأسطول الطرادات الثاني المتكون من أربعة طرادات حربية ومدمراتهم وعدد من الغواصات التي كانت منتمية للصنف ك (K). وبتلك الفترة، صممت الغواصات صنف ك للعمل مع الأساطيل الحربية خلال المعارك بهدف توفير دعم لها أثناء المواجهات البحرية.


أبحرت القطع البحرية البريطانية نحو سكابا فلو في حدود الساعة السادسة والنصف مساء يوم 31 يناير 1918 بقيادة نائب الأميرال السير هيو إيفان توماس (Hugh Evan-Thomas). وخلال إبحارها، تلقت السفن البريطانية أوامر بالإبحار خلف بعضها ضمن خط واحد وخفض الأضواء لتجنب جذب انتباه الغواصات الألمانية.

حوادث اصطدام
إلى ذلك، تميزت الليلة الفاصلة بين يومي 31 يناير و1 فبراير 1918 بكثرة الضباب وانعدام الرؤية حيث واجه قادة القطع البحرية البريطانية مصاعب في توجيهها بالاتجاه الصحيح. وقرب جزيرة ماي (Isle of May) الواقعة عند مصب نهر فورث (Firth of Forth)، تسبب الضباب الكثيف في خمسة حوادث تصادم بين السفن والغواصات البريطانية. وخلال هذه الحوادث، غرقت الغواصتان آتش أم أس ك 4 (HMS K4) وآتش أم أس ك 17 بينما تعرضت أربعة غواصات أخرى وبارجة حربية، أتش أم أس فيرلس (HMS Fearless)، لأضرار جسيمة.

من جهة ثانية، أدت كارثة جزيرة ماي لمقتل 105 بحارة بريطانيين وإصابة العشرات. وبحلول يوم 5 شباط/فبراير 1918، باشرت السلطات البريطانية بالتحقيق بالحادثة. يوم 19 شباط/فبراير من العام نفسه، صدر التقرير النهائي للجنة التحقيق. وقد ألقى التقرير اللوم على المسؤول بسلاح الغواصات إرنست وليام لاير (Ernest William Leir) الذي اتهم بالإهمال والتقصير في أداء واجباته. فضلا عن ذلك، طالب كثيرون بمثول الأخير أمام محكمة عسكرية.

على مدار عقود، رفضت السلطات البريطانية تقديم أية معلومات عما حصل بالقرب من جزيرة ماي سنة 1918. وبحلول العام 1994، ظهرت أولى المعلومات التي تم نشرها بناء على نتائج التحقيقات التي أجريت بعد أيام من الحادثة.

متعلقات