عدن بين الأزمات وعودة الزُبيدي.. هل تكون بداية التصحيح أم استمرار المعاناة؟

الإثنين - 24 فبراير 2025 - الساعة 10:48 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" وضاح قحطان الحريري



تشهد العاصمة المؤقتة عدن أوضاعًا صعبة في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والخدمية، مما يجعل المواطنين في حالة من الإحباط واليأس. ومع عودة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى المدينة، تتزايد التساؤلات حول قدرته على إحداث تغيير حقيقي في المشهد السياسي والاقتصادي، خاصة في ظل المطالب الشعبية بتحسين الأوضاع المعيشية وتعزيز الأمن والاستقرار.

أولويات التصحيح التي يجب أن يبدأ بها الزُبيدي:

1. تحسين الخدمات الأساسية:

وضع حلول عاجلة لأزمة الكهرباء والمياه، خاصة مع دخول فصل الصيف.

تحسين خدمات الصحة والتعليم، التي أصبحت شبه منهارة.



2. إصلاح الأوضاع الاقتصادية:

العمل على إيقاف تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.

محاربة الاحتكار وضبط الأسعار، خاصة في المواد الغذائية والمشتقات النفطية.



3. تعزيز الأمن والاستقرار:

إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية لضبط الفوضى وإنهاء حالة الانفلات الأمني.

محاربة المليشيات والعناصر الخارجة عن القانون.



4. مكافحة الفساد وتحقيق العدالة:

فرض رقابة صارمة على المؤسسات الحكومية والمنافذ الاقتصادية.

محاسبة الفاسدين الذين استغلوا معاناة المواطنين لتحقيق مكاسب شخصية.




أصوات من الشارع الجنوبي.. ماذا يقول المواطنون؟

مغترب جنوبي في الولايات المتحدة:
في حديث مع "الرأي العام"، كشف أحد أبناء الجنوب، وهو مغترب في الولايات المتحدة، عن معاناته وآرائه حول الأوضاع في عدن، مسلطًا الضوء على الفجوة بين الخدمات المقدمة للمواطنين في الدول العربية مقارنة بما يحصل عليه المواطنون في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة.

وقال المغترب الجنوبي:
"الحكومة لدينا، كغيرها من الحكومات العربية، لا تقدم شيئًا يذكر للمواطن، بينما في أمريكا تُصرف الملايين لدعم المواطنين في جميع مناحي الحياة."

وتحدث عن تجربته الشخصية أثناء تنظيم مناسبة خاصة في عدن، حيث واجه صعوبات كبيرة بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار. فقد بلغ إيجار قاعة صغيرة ليوم واحد 700 ألف ريال يمني، بينما كلفه الديكور وحده 800 دولار، وتجاوزت تكلفة وجبات الغداء مليوني ريال يمني. كما أشار إلى صعوبة العثور على قاعة مناسبة بسبب ارتفاع الطلب عليها، متسائلًا:
"أين تذهب كل تلك الضرائب التي تُحصَّل من الفنادق والمحلات التجارية والجمارك والموانئ؟"

وأكد أن غياب الاستقرار الأمني والاقتصادي هو السبب الرئيسي في تأخر التنمية، مضيفًا:
"لو مُنحت لنا إدارة مالية مستقلة في عدن، لتمكنا من توفير الكهرباء والمياه والرواتب للمواطنين."

وختم حديثه بمقارنة بين النظام الضريبي في أمريكا واليمن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل أساسي على الضرائب والجمارك، لكنها بالمقابل توفر لمواطنيها كل سبل العيش الكريم والرعاية اللازمة.

أحمد سعيد – موظف حكومي في عدن:
"نحن لا نطلب المستحيل، نريد فقط كهرباء مستقرة، مياه نظيفة، وأمان في شوارعنا. هل هذا كثير؟"

أم صالح – ربة منزل:
"كلما عاد مسؤول إلى عدن، نسمع وعودًا جديدة، لكن لا شيء يتغير. نريد أفعالًا، لا تصريحات!"

خالد باحميش – شاب من عدن:
"إذا لم يكن هناك حل جذري للاقتصاد، فإن الأوضاع ستزداد سوءًا. الناس تعبت من ارتفاع الأسعار وانهيار الريال."

الخاتمة:

عودة الزُبيدي إلى عدن تضعه أمام اختبار حقيقي، فإما أن ينجح في إعادة الاستقرار وتحقيق تطلعات الجنوبيين، أو تستمر عدن في دوامة الأزمات والمعاناة. فهل ستكون هذه العودة بداية التغيير، أم أن الأمور ستبقى على حالها؟

متعلقات