جنوب سوريا يستحضر التاريخ ليرد على نتنياهو: "رح تقاتلك حجارها"

الثلاثاء - 25 فبراير 2025 - الساعة 05:00 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



بعدما احتشد العشرات من السوريين في بصرى الشام بريف درعا وفي السويداء أيضاً تأكيداً على رفض مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتنديداً بالتصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول الجنوب السوري، اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي غضباً.

"فارس الخوري يعود"
فقد نشر سوريون ينتمون للطائفة الدرزية الاثنين، على المنصّات تأكيدات على رفضهم لكلام نتنياهو، مستشهدين بحادثة من التاريخ.
فعندما احتلت فرنسا سوريا، حاولت حينها استمالة المسيحيين، فأبلغ الجنرال غورو رئيس الحكومة ووزير الأوقاف آنذاك فارس الخوري بأن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق، فما كان من الخوري إلا أن قصد الخوري الجامع الأموي يوم الجمعة وصعد المنبر وقال مخاطبا المصلين: "إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله".
ليعود أهالي السويداء اليوم ويستخدموا نفس الطريقة اليوم، رافضين أي دعوات للانفصال عن سوريا.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، إذ أعلنت الرئاسة السورية، الاثنين، أن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع عقد اجتماعا مع أبرز شخصيات الطائفة الدرزية.
ونشرت الوكالة صوراً من الاجتماع لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل، موضحة أنه تمّ بقصر الشعب.
أتى هذا بعدما احتشد العشرات من السوريين في بصرى الشام وداعل بريف درعا وفي السويداء كذلك احتجاجات كبيرة.
وأكد المحتجون أن سوريا ليست للتقسيم، مطالبين القوات الإسرائيلية بالانسحاب من المناطق التي توغلت فيها منذ ديسمبر الماضي.
كما وجه بعضهم الشتائم إلى نتنياهو، محذرينه من "اللعب مع أهل حوران"، وفق تعبيرهم. ورفع عدد من المتظاهرين يافطات كتبوا عليها "حوران لا تلعب بترابها.. رح تقاتلك حجارها".
إلى ذلك، أطلقت دعوات للخروج في تظاهرة مركزية في السويداء غدا الثلاثاء أيضا، حيث أكد ناشطون ضرورة الحشد الشعبي رفضاً لأي محاولات لفرض واقع جديد في المنطقة.
نزع السلاح
أتت هذه التحركات ردا على نتنياهو الذي كان أعلن أمس الأحد "أن إسرائيل لن تسمح لقوات هيئة تحرير الشام التي أطاحت بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، أو الجيش السوري الجديد بدخول جنوب دمشق".
كما طالب بنزع السلاح الكامل من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. وأكد أن تل أبيب لن تتسامح مع أي تهديد يطال مجتمع الدروز في جنوب سوريا، وفق قوله.
ومنذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر، توغل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة (في أكثر من 10 مواقع) بمرتفعات الجولان المحتل، التي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974. وسرعان ما انتشرت قواته لاحقا في عدة مناطق ونقاط بمحيط تلك المنطقة.
كما سيطرت على الجانب الشرقي من جبل الشيخ. فيما زعم نتنياهو، أن هذا الإجراء مؤقت وذو طبيعة دفاعية يهدف إلى كبح التهديدات المحتملة لبلاده من الجانب السوري. لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن القوات باقية حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية على الحدود.

متعلقات