كيف يؤثر الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية على الدماغ؟

السبت - 01 مارس 2025 - الساعة 02:36 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي"متابعات




كشف علماء معهد أبحاث مرض السكري بمركز هيلمهولتز في ميونيخ، بالتعاون مع المركز الألماني لأبحاث مرض السكري، عن تأثيرات النظام الغذائي عالي السعرات الحرارية على وظائف الدماغ.

تهدف الدراسة إلى فهم العلاقة بين التغذية قصيرة المدى واستجابة الدماغ للأنسولين، بالإضافة إلى التغيرات الفسيولوجية التي قد تطرأ على الجسم نتيجة الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية.

ووجد العلماء أن استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية على مدى 5 أيام فقط قد يؤدي إلى ضعف استجابة الدماغ للأنسولين وزيادة دهون الكبد لدى الرجال الأصحاء، مع تأثيرات تمتد إلى ما بعد فترة الاستهلاك.

ويرتبط ضعف استجابة الدماغ للأنسولين بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني والتدهور الإدراكي. فعادة، ينظم الأنسولين الشهية والتمثيل الغذائي عبر إشارات الدماغ، لكن مقاومة هذه الإشارات قد تعطل هذه العمليات، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض الأيضية.

وشملت التجربة 29 رجلا تتراوح أعمارهم بين 19 و27 عاما، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة النظام الغذائي عالي السعرات الحرارية (HCD)، 18 مشاركا استهلكوا 1500 سعرة حرارية إضافية يوميا من الوجبات الخفيفة المعالجة. ومجموعة التحكم، 11 مشاركا حافظوا على نظامهم الغذائي الطبيعي.

وخلال فترة الدراسة، تم تحديد مستوى النشاط البدني للمشاركين بأقل من 4000 خطوة يوميا.

وأظهرت النتائج أن نسبة الدهون في الكبد ارتفعت لدى مجموعة HCD من 1.55٪ إلى 2.54٪ بعد 5 أيام فقط، في حين لم يلاحظ أي تغيير لدى مجموعة التحكم.

وأظهرت صور التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) انخفاضا في نشاط الأنسولين في بعض مناطق الدماغ بعد العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي، ما يشير إلى تأثيرات طويلة الأمد.

كما كشفت الدراسة عن تغيرات في سلامة المادة البيضاء، ما قد يؤثر على وظائف الدماغ الإدراكية. وأظهر المشاركون في مجموعة HCD حساسية أقل للمكافآت (ضعف استجابة الدماغ للمحفزات الإيجابية، ما يعني أن الشخص يصبح أقل تأثرا بالمكافآت أو الأشياء التي كانت تحفزه سابقا) وزيادة في حساسية العقوبات، ما قد يؤدي إلى تغييرات في عادات الأكل وسلوكيات المكافأة.

وتوضح هذه الدراسة أن الإفراط في تناول الطعام حتى لفترة قصيرة قد يؤدي إلى تغييرات عصبية مستمرة تزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة واضطرابات الأكل.

وعلى الرغم من أن بعض التأثيرات قد تعود إلى طبيعتها بعد العودة إلى نظام غذائي صحي، إلا أن بعضها يستمر لفترة أطول، ما يبرز أهمية الحفاظ على عادات غذائية متوازنة للوقاية من الأمراض الأيضية.

متعلقات