الإثنين-10 مارس - 12:52 ص-مدينة عدن

ألغت فصل الذكور عن الإناث.. قصة امرأة أطلقت ثورة تعليمية

الأحد - 09 مارس 2025 - الساعة 05:00 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



خلال القرن التاسع عشر، لعب السياسي الفرنسي جول فيري (Jules Ferry) دورا هاما في تحديث النظام التعليمي بفرنسا. فأثناء توليه لمنصب وزير التعليم العام والفنون الجميلة ما بين عامي 1879 و1883، مرر الأخير جملة من القوانين، عرفت بقوانين جول فيري، وجعلت التعليم الإبتدائي مجانيا وإجباريا.

فضلا عن ذلك، ساهمت هذه القوانين في الفصل بين التعليم والدين جاعلة بذلك نظام التعليم في فرنسا حديثا وعلمانيا.

بالتزامن شهدت البلاد إصلاحات أخرى بفضل امرأة حملت إسم بولين كيرغومار (Pauline Kergomard). إذ ساهمت في إدخال تغييرات هامة على نظام التعليم في روضات الأطفال.

فماذا نعرف عنها؟
ولدت كيرغومار في مدينة بوردو يوم 24 نيسان/أبريل سنة 1838. وحين بلغت الثامنة عشر من عمرها، حصلت على شهادة لمزاولة مهنة التعليم.
لكن بدلا من العمل في المدارس، قررت الأخيرة تقديم دروس خصوصية للتلاميذ في منزلها

لذا كان الأطفال حينها يتلقون تعليما دينيا، بعيدا عن التعليم الحديث، حيث خصصت أغلب فترات الدراسة للحديث عن الأخلاق والمسائل العائلية.

لكن مع حصولها على رتبة متفقدة عامة لروضات الأطفال، اتجهت كيرغومار لإقصاء التعليم الديني واعتماد "بيداغوجيا تعليمية" جديدة تقتصر أساسا على تعليم الأطفال عن طريق اللعب والنشاطات الثقافية والرياضية.
كما عمدت إلى إلغاء طرق التعليم القديمة التي اقتصرت على تدريس الأطفال عن طريق الحفظ.

التفريق بين الذكور والإناث
من جهة ثانية، دانت التفريق بين الذكور والإناث داخل الأقسام.
ففي السابق، كانت أقسام الروضات مقسمة بسياج إلى نصفين للفصل بين الذكور والإناث.

لكن بمساعدة فيري وكيرغومار، شهد نظام التعليم في فرنسا إلغاء للتفرقة بين الذكور والإناث.

إلى ذلك، انتقدت بولين التعليم الديني الذي كانت الفتيات تتلقاه في المدارس، مؤكدة على ضرورة حصول الجميع على تعليم معاصر وحديث بعيدا عن ثقافة الجسد. وأكدت أن دور المدرسة هو إعداد مواطنين فرنسيين صالحين في المستقبل.

وبفضل إسهاماتها، حصلت كيرغومار سنة 1891 على وسام جوقة الشرف.
بينما واصلت مهامها حتى العام 1917 قبل أن تغادر منصبها في التاسعة والسبعين من العمر. لتفارق الحياة عام 1925عن عمر ناهز 86

متعلقات