منشور على فيسبوك يقلب حياة بائعة شاي رأساً على عقب!

الأربعاء - 12 مارس 2025 - الساعة 12:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



لم تكن الخالة نتاي، بائعة الشاي السودانية، تتوقع أن يقلب منشور على موقع فيسبوك حياتها رأساً على عقب، منتشلاً إياها من الكساد إلى طوفان من الزبائن، وذلك بعد أن كتب عنها الشاب محمود أبوبكر محمود كرار بضعة كلمات على حسابه الشخصي. وسرعان ما حظيت قصتها بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح حديث الساعة في مدينة كسلا بشرق السودان.

بداية القصة
تعود الحكاية إلى يوم عادي، لم يكن ينبئ بما سيحدث لاحقاً، كما روى محمود أبوبكر .

تعطلت يومها دراجة نارية كان يقودها صديق محمود، علي محمد طاهر، بالقرب من المكان الذي تبيع فيه نتاي الشاي، فطلب الشاب منها الاحتفاظ بها حتى عودته في المساء. وبعد الإفطار، عاد الصديقان إلى حيث تركا الدراجة، فاستقبلتهما بائعة الشاي بحفاوة، مقدّمةً لهما الماء وبطارية لإنارة المكان أثناء إصلاح العطل.

بينما كانا منشغلين بإصلاح الدراجة، لاحظ محمود أن نتاي تجلس شاردة، تحدّق في الطريق الخالي، وكأنها تنتظر زبائن لم يأتوا بعد. شعر بشيء من الأسى حيال حالها، فاقترح على صديقه أن يجلسا لاحتساء الشاي معها. وما إن دفعا ثمن المشروب، حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة، تركت أثراً في نفسه لم يستطع تجاهله.

المنشور الذي غير حياتها
عند عودته إلى المنزل، كتب محمود منشوراً على فيسبوك، مرفقاً صورة لنتاي وهي تجلس وحيدة، داعياً الجميع إلى دعمها من خلال شراء الشاي والقهوة منها. لم يكن يدرك أن كلماته ستصل إلى آلاف الأشخاص، فتُشعل حملة تضامن واسعة تُغير واقع نتاي.

في اليوم التالي، بدأ الزبائن يتدفقون إلى المكان، حتى باتت عاجزة عن تلبية الطلبات وحدها. ولم تمضِ ساعات حتى انضم إليها عدد من شباب المدينة، متطوعين لمساعدتها في إدارة العمل.

كما وجدت القصة صدى لدى وسائل الإعلام المحلية، ما دفع شخصيات معروفة إلى زيارة موقعها تعبيراً عن تضامنهم معها.
دهشة وفرحة


وفي حديثه عبّر محمود عن دهشته مما حدث، قائلاً: "لم أتوقع أن يكون لمنشور بسيط هذا التأثير الهائل، لكنني سعيد لأن الخالة نتاي وجدت الدعم الذي تستحقه".

ولم يكن محمود، الذي تخرج قبل عامين من كلية الاقتصاد في جامعة كسلا، يدرك أن بضع كلمات صادقة ستتحول إلى حملة تضامن واسعة، تُعيد الأمل إلى امرأة كانت تنتظر زبائن لم يأتوا، فإذا بها تستقبل أعداداً لم تكن تحلم بها.

الزبائن يتوافدون إلى المكان بعد تداول المنشور

متعلقات