تحرير العميد بدر السنيدي من الأسر ( ملحمة دوفس ) الحلقة الاولى..

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 12:43 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " عبدالناصر السنيدي




تحرير العميد بدر السنيدي من الأسر ( ملحمة دوفس )
________________________

الحلقة الأولى:

كنت قد عدت لتو من روسيا الاتحادية في إجازة نصف سنوية شتوية وانا في السنه الرابعه قبل الاخيره ..شهر فبراير عام ٩٤ كانت الأجواء ملبدة بالغيوم سياسيا، والوضع العسكري غاية في الاحتقان. لم تكن الأمور على ما يرام في زنجبار. يتموضع لواء العمالقة، والصحيح فيلق العمالقة الشهير، والذي إلى جانبه في الجهة المقابلة لواء مدرم، وهو لواء مليشيا صغير من الألوية الجنوبية العائدة من الشمال.

كنت قد قابلت عمي بدر مباشرة بعد العوده ، وكان عائدا لتو من اجتماع القادة مع الرئيس على سالم البيض. الحقيقة لم يكن مرتاحًا وقال لي إن ملاسنات قد تمت بينه وبين البيض عندما قال له: "نحن غير جاهزون لاي معركة. القوات مشتته والمستودعات فارغة حتى من الكتالي حق الشاي". وقد كان يحدثني بحرقة والم أن هناك من ضحك عندما قال البيض ردا عليه: "الجبان يتنحى". وقال لي أيضا إن الذي ضحكوا سوف يبكون. يا للسخرية التاريخ! لقد بكوا جميعا.
بالمناسبه قبل الوحده كان اركان سلاح الدبابات وبعدها عين قائدا للواء الخامس دبابات الذي شكل توا من دبابات ت ٧٢ الحديثه حينها ...ولتاريخ لم يكن مؤيدا للوحده حينها

وقد روى لي حصريا عن أمور كثيرة قبل مماته عن أشياء كثيرة كانت سبب النكسة لاحقا، منها أن تم تجريده من كل دباباته وقواته وإرسالها إلى مناطق مختلفة ليصبح وحيدا بلا سلاح. سأنشر ما قال لي في الوقت المناسب.

عودة لقصتنا...

في عمان الأردن يجتمع الفرقاء السياسيون لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق. الأجواء متوترة، وقرار الحرب كان قد اتخذ من البيض، حيث رفض كل الحلول ووقع لاحقا مضطرا وشكليا لواء مدرم. هو لواء مليشيا جنوبي موجود في زنجبار ضعيف العدد والعده من ضمن الخطة العسكرية آنذاك، كما عرفت لاحقا، هو دعمه بدبابات من اللواء الخامس ليحمي نفسه حال نشوب أي موقف حتى تاتيه الإمدادات العسكرية.

اتخذ القرار أن يدعم سريعا بدبابات... في ليلة الثامن من رمضان. تحركت سريه دبابات محملة بعربات نقل ضخمه . لكن تم رصدها استطلاعيا، وتم وضع الكمائن لها بعد وادي دوفس. عند الطرف الغربي من وادي دوفس المليء بالأشجار الشائكة والأرض الطينية الرخوة. غررزت بعض حاملات الدبابات بعد أن توقفوا جانبا لتناول السحور، محدثة موقف تكيكي صعب خصوصا مع طلوع شمس النهار. لقد تسللت تلك الدبابات ليلا. تم إبلاغ القائد، بينما الحماس لدى القائد بدر السنيدي جعله يتحرك شخصيا من عدن لمعالجة الموقف.

ربما الضابط المرسل لم يكن ذا خبرة كافية لتصرف لم تمر دقائق من وصوله إلا وتم تطويقه بالاطقم والعربات المدرعة. كان الموقف صعبا ومهيبا لقائد بدر، الذي وجد شرفه العسكري على المحك وموضوع اغتياله ممكن جدا بدعوى المقاومة. أنت معتقل عليك تسليم سلاحك والاتيان معنا. هكذا الأوامر. قالوا له: اصعد معنا. ابتسم بهدوئه المعتاد وعيناه كالصقر تخططان للفكاك، لكن المساحة كبيرة. وعليه البحث عن خطط بديلة. كانت قد تهادت إلى ذهنه.

الأولى: الهروب عند جولة زنجبار والاتجاه إلى جعار. الثانية: دخول لواء مدرم. وهي الفرصة الأخيرة. اما احتمال أن ينصاع لذهاب معهم فرضية صفريه إلا ميتا.
كل هذه القرارات اختلجت في ذهن القائد في ثواني. قال للضابط الذي لم يقاوم هيبة القائد بدر وشخصيته الفذة: حسنًا. قال: سوف أطلع معك واحد وواحد خلف السيارة، واذهب بسيارتك والموكب
...امامك وخلفك. قال في سريره نفسه الشجاعه: (لقد حانت الشهاده)... وقد انزلت على نفسه السكينه.

في الكرسي الخلفي يجلس عسكري شمالي اشعث اغبر بلحيه متسخه وشارب مبعثر وعينان مرهقتان يبدو انه لم يذق النوم. مصوب سلاحه المعمر الى راسه. كانت لحظات صمت رهيبه تسود المكان. ثلاثه من حراسات القائد وسائقا شابا في السياره وعلى البوابه الخلفيه عسكري نحيل الجسد من الطرف الاخر.. وقبله وخلفه طابور من السيارات والعربات. لقد امسكو صيدا ثمينا...

في السياره تشتم رائحه الموت ملئه بالتوجس.. لم تعد هناك من لغه لتفاهم الا لغه العيون.. عند الجوله بعد جسر زنجبار وعند مفترق الطرق المؤدي الى زنجبار والاخر الى جعار فكر القائد الفذ ان ينحرف غربا باتجاه خط جعار... لكن الخط كان مستقيمًا بشكل طويل.. قد يقع تحت خط النيران والهلاك لامحاله... فهم السائق مايفكر به القائد لكن بنظره معناها لا!! استمر السائق في الحركه في الموكب المهيب... كان القائد صامتا ولكنه عقله المحنك يعد الخطط للخلاص.. نسبه النجاح فيها تقترب من الصفر المؤي.. لكن الفارق بين والموت هنا والموت هناك الشرف العسكري.

ثبت القائد المراه نحو العسكري الاشعث ليراقب حركاته.. او ردت فعله.. ثم صوب السلاح نحو راسه بطريقه عكسيه الى الخلف تحسبا للخطه القادمه ليتعامل معه عند الحاجه.. الخطه اختمرت في راس القائد ان يامر السائق بالدخول في بوابه لواء مدرم. كان السائق المحنك والمختار واسمه مختار بعنايه متاهب لاي امر يمسك المقود لكن حواسه الخمس عند القائد.

مرت السياره بعد ان تجاوز الجزء الاول من الموكب بوابه مدرم.. صرخ القائد بصوت فلق السياره الى انصاف ادخل بمين.. بينما كانت يده قد قوصت على الزناد نحو العسكري الذي في الهلف لف السائق بسرعه كان البوابه مغلقه لكن لحق امر اخر اصدم البوابه سقط العسكري الاشعث مضرجا بدمائه في الحال.. وسقط الاخر النحيل كما لوكان خرقه مبلوله من الخلف على الاسفلت منكبا على راسه وابل من الرصاص من مختلف الاسلحه نخر سياره القائد لكن دون خسائر لقد اخفضوا رؤسهم ليتم دخول الرصاص من البوابه الخلفيه ليخترق زجاج المقدمه وكان الله لطيفا بالجميع...

دخلت السياره بسلام الى داخل المعسكر.... لم يتجرأ الجنود بالدخول.... لم تمر دقائق قبل ان يحاصر المعسكر للواء مدرم تم ابلاغ وزير الدفاع الذي امر بالتحفظ عليه في لواء مدرم وقد شعر حينها ان التحفظ عليه معناه تقديمه كبش فدا لانقاذ الموقف السياسي..
ضل يفكر لساعات كيف سيخرج
من هنا مع انقطاع شبه كلي مع العالم الخارجي وتلفونه قد نفذ شحنه ..

الحلقة القادمة التحرير من المعسكر (فرقة الكوماندوز).

ملاحظه الحلقه معاد نشرها نزولا عند رغبه البعص
كتب عبدالناصر السنيدي

متعلقات