هو حكيم زمانه..لا يرتبط إلا بمواعيد التألق..قدمه أصدق أنباء من كل الكتب.. إذا ألقى بيانا من خاصرته اليمنى تفجرت الأرض تحت قدميه عيونا ماءها كالزلال.

السبت - 12 أبريل 2025 - الساعة 09:03 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي

هو هكذا منتصب القامة..يمشي الهوينا لا ريث ولا عجل.. كأنه سحابة بدايتها هدوء ونهايتها طوفان من ماء وصقيع..
أشرف حكيمي..جبل أطلسي كلما تمخض في ليالي أنس باريس.. كلما وقع على شيكات غرام..وكلما علا زئيره كلما اختفت كل الحيوانات من غابات أوروبا..
هو حكيم الخاصرة اليمنى..شرفها..شاعرها..ترجمانها..قاموسها..وحمضها النووي..
من النادر أن تجد مهاجما يلاصق ظهيرا..من النادر جدا أن يفرض المدربون رقابة صارمة مان تو مان على ظهير..
أشرف حكيمي هو الاستثناء الذي كسر القاعدة..خاصرته اليمنى ملتهبة..عندما ينطلق من ميمنته يحول المسافات خلفه إلى جحيم حقيقي..هو مثل لسان اللهب إذا جاء على رابية جعل منها رميما تذروه الرياح..
أشرف زمانه..حكيم الحاضر..رسام يبدع..كل مباراة يزخرف بقدمه..يلون الضياء و الأفق بفرشاة من طيف قزاحي يسر الناظرين..
أشرف قفل البوابة الدفاعية..لكنه في نفس الوقت مفتاح كل هجمة..إذا تحرك في خط مستقيم عطل بوصلة الخصم..يرسل كرات من لهب لا يمكن أن تضل رؤوس وأقدام المهاجمين..
وإذا تحرك قطريا..انساب في نعومة مدهشة مثل سكين حاد يخترق قالبا من الجبن الطازج..
أشرف حكيمي..ليس مجرد ظهير أيمن سيمر على عالم كرة القدم مرور الكرام..إنه لاعب رواق شامل يجسد عقلية لاعب الألفية الثالثة..
سيمتدحه التاريخ ذات يوم.. باريس الفاتنة..بلاد العطور والموضة..سحرها حكيم مغربي..له من اسمه نصيب..

محمد العولقي