الأربعاء-09 أكتوبر - 11:21 م-مدينة عدن

الفارق بين جيل الأمس وجيل اليوم يكمن في الوفاء..

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - الساعة 08:53 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " محمد العولقي




الفارق بين جيل الأمس وجيل اليوم يكمن في الوفاء..
لاعب الأمس كان وفيا لناديه..لا يتخلى عنه وقت المحن..
لاعب اليوم..يرى الوفاء في المادة ومشتقاتها..ادفعوا بالتي هي أحسن..أو يذهب الولاء إلى الجحيم..
هذا نموذج تفوح من سيرته عطور ورحيق الوفاء..كان يضرب به المثل في الوفاء والتضحية..
عشق الأخضر العدني شيء يطير البرج من النفوخ..لكنه عند القصير المكير حسين عمر مرض عضال لا علاج له سوى الركض على البساط الترابي..ولو كلفه هذا الإجراء لقمة العيش..
حسين عمر أكثر من ضحى لوحدة عدن في الثمانينات..لا يمكن مقارنة تضحياته بتضحيات الآخرين..
المهاجم القناص حسين عمر كان مغتربا في السعودية.. يشقى ويكد ويتعب ويحتمل آلام الغربة المبرحة في سبيل تأمين لقمة عيش كريمة لأسرته..لكن ما أن يعرف أن الوحدة في مأزق وبحاجة إلى خدماته حتى يركب أول طائرة ويعود إلى عدن يؤدي الواجب ثم يعود..
كان حسين عمر يصرف على رحلاته السندبادية بين عدن والرياض ذهابا وإيابا من جيبه الخاص..
كان يردد دائما:
الوحدة أهم وأغلى من لقمة العيش..
ذات مباراة أمام شمسان الجبل..انتقل حسين عمر من مطار عدن إلى ملعب الحبيشي..كانت مفاجأة لم يحتملها الحارس العملاق عادل إسماعيل الذي استقبل هدفين من اللاعب رقم 20 الذي كان يسجل من أنصاف الفرص..
مرة اتصلوا بحسين عمر..
آلو..كابتن عندنا مباراة..الوحدة في أمس الحاجة إليك..
أغلق السماعة وهرع إلى المطار..ركب أول طائرة إلى عدن..
وفي ملعب الحبيشي فوجئ أن المباراة أمام فريق عرفان لودر..فريق جلدته..لكن حسين نفض عن ذهنه فكرة العيش والملح..تألق وسجل هدفي الفوز في الشوط الثاني..
حسين عمر كانت تحمله جماهير الوحدة من المطار إلى الملعب..ومن الملعب إلى المطار..لم يشتك أو يقبض ثمنا لتضحياته ولو تذكرة سفر..
هذا الجيل لا يعرف الثعلب حسين عمر..المؤسف أيضا أن إدارات النادي أسقطت حسين عمر من الذاكرة..منحهم كل شيء وبخلوا عليه بتكريم يستحقه..

محمد العولقي

متعلقات