الأربعاء-09 أكتوبر - 11:25 م-مدينة عدن

اللحن أم الأغنية نفسها..؟

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - الساعة 09:11 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" خاص _محمد العولقي


لا يهم مادام المطرب والمغني فنانا يشدو بقدمه..فلا يهم اللحن ولا الكلمات..
ذات زمن عمره ربع قرن.. أمطرت سماء كاتالونيا قمرا اسمه أندرياس أنييستا..لم يكن قمر لاماسيا إلا مذنبا من نوع خاص جاء لمهمة أتمها على أكمل وجه ثم توارى في الأفق بين النيازك والنجوم..
تحتار مع أنييستا..كيف تصنفه بين اللاعبين..؟
رسام يلون الأفق بأجمل وأروع اللوحات..هو ليس سلفادور دالي الذي كان يعلق وردتين على مشجب شاربه..ولا بيكاسو الذي سحر كل البشرية بسريالية وتكعيبية..إنه فنان شامل جامع..هو الشاعر الذي يزن كراته بأوقيات الزئبق..هو الملحن الذي علم كرة القدم كيف ترقص وتتمايل على سلالمه الموسيقية..هو المغني الذي يناجي كل أقمار المتعة..هو الرسام التلقائي..موزع الحلوى في ليالي العيد..
سحر خاص بين الكرة وأنييستا..حوار الشوكة والسكين..رقص في فضاء فلكلوري خاص جدا..الكرة تتراقص بين قدميه وكأن بها مسا من السحر الحلال..
غادر أندرياس أنييستا ملاعب كرة القدم..مذنب إسبانيا الذي فاز بكل شيء..وكان قمر المباريات النهائية في الليالي المظلمة..احتوى جرح الاعتزال..توقف النبض والنبش..هرمونات أنييستا لم تعد تغذي كرة القدم الخلابة الجميلة..انتحرت الأشواق على بوابة الرقم 8.. الأحلام تعفنت لم تعد سوى ذكريات هاربة من مجرة أنييستا..
أندرياس أنييستا علق حذائه..كرة القدم بلا رسام..بلا فنان يتحكم في كل آلات الأوركسترا..بلا لحن جديد..فلن يأتي لحن يساوي ثلث إبداع ومهارة لحن مخ قائد الوسط..
كان نموذجا للتسارع الإيقاعي..لن تخرج من بين ألوان الطيف لوحة فاتنة مثل لوحة العبقري أندرياس أنييستا..
أكبر خسارة للكرة الذهبية أنها لم تلامس أنامل هذا الرسام الذي لا يتكرر..

محمد العولقي

متعلقات