ٱراء واتجاهات


سوريا وطريق الدم

الثلاثاء - 11 مارس 2025 - الساعة 10:44 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




تحدثت في مقالاتي السابقة عن الوضع في سوريا، وبعض ردود الفعل تستحق الرد، والبعض الآخر تحاول تبرير العنف بالعنف بحجة أن من بدأ لا بد من الرد عليه، وأنا هنا لا أعفي من بدأ في العنف من المسؤولية سواء كان من فلول البعث ونظامه البائد أو ممن لهم مصلحة بخلط الأوراق لكي تستمر الفوضى الأمنية لكي لا تتم محاسبتهم على ما ارتكبوه من فظاعات بحق الإنسان السوري أو حتى من متطرفي النظام الحالي.

ما يهمني بالدرجة الأولى هو وقف العنف بأي شكل من الأشكال لقناعتي بأن استمرار العنف، وعدم بسط العدالة كركن أساسي لوقف العنف سيستمر العنف والقتل إلى خمسين عاما قادمة كما سبق وذكرت، لذلك المطلوب الآن هو وقف العنف من كل أطراف النزاع سواء من الفلول أو من عناصر النظام الحالي، وملاحقة ومحاسبة أي تدخل خارجي وهو المستفيد الأكبر من استمرار العنف بألف حجة وحجة، ومنها دعم المستضعفين وحماية المدنيين وهي حجج تزيد النار أجيجًا ولا تطفئ اشتعال نيران الطائفية، من يريد حماية المستضعفين وحماية المدنيين فطريقها مفتوح ومعروف لفرض حمايتهم وأمانهم، وليس طريقها في أن يرسل المزيد من السلاح، هذا جانب، أما الجانب الآخر المهم أن تقبل السلطة الحاكمة لإثبات صدق نواياها وبراءتها ممن سفكت دماءهم بألا تكتفي بنفي تبنيها للمجازر، وأن من قام بها عناصر منفلتة بل عليها أن تدعو الأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق، وإحالة كل من ارتكب جريمة بحق الإنسانية للمحكمة الجنائية الدولية؛ وبذلك ستنأى حكومة الشرع بنفسها عن تهم هي في غنًى عنها في سوريا الجديدة، والشعب بحاجة ماسة لأن يعيش بحياة أفضل بعد معاناة من القتل، والقتل المضاد الذي تعرض له طوال العقود الخمسين الماضية.

عدا ذلك فإن طريق الدم في سوريا لا نهاية له، وسينتهي بتقسيم الشام لكنتونات، وهذا هو المشروع الماسوني الصهيوني الخاسر الأكبر به هو شعوب المنطقة، لذلك أي تبرير لما يحدث في سوريا هو مشروع صهيوني.

همسة بأذن أنظمة المنطقة، إن استمرار العنف في سوريا لن يتوقف عند الحدود السورية طويلا آجلا أم عاجلا سيغزو المنطقة وهذا الذي لايريده احد.