ٱراء واتجاهات


خارطة الصراع في مرحلة ما بعد الحوثيين!!

الجمعة - 18 أبريل 2025 - الساعة 12:22 م

الكاتب: د وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب




يتساءل البعض عن سبب إحجام القوات التي يقودها العميد طارق محمد صالح عن مواجهة الحوثيين، أو التناوش معهم على الأقل، وذلك معروف منذ سنوات. يُرجع البعض ذلك الجمود إلى ضعف قدرة تلك القوات وربما إلى وجود تنسيق لها مع القوات الحوثية، تصورات ليست دقيقة بالمرة، فهناك خطة استراتيجية تتبعها قيادة تلك القوة، حيث تحاول كسب عنصر الوقت بالقدر الممكن، فمع مرور الزمن تزداد تلك القوات عددا وتأهيلا وتسليحا، يقابل ذلك تعرض القوات الحوثية للمزيد من الخسائر، علاوة عن تراجع شعبية الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها، وتبلور رغبة شعبية عارمة في ضرورة الخلاص من هذا الوجود. وعلى سياق ليس ببعيد فمع الوجود الحوثي شمالا، هناك حضور للانتقالي جنوبا، والذي يعد خصما آخر للعميد طارق ومشروعه السياسي على المدى البعيد، وإن بدا بعض التعاون والتنسيق بين التشكيلين (المجلس السياسي للمقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي) إلى حد معين في مواجهة الحوثيين، فإنه تقارب لن يدوم طويلا في ضوء المتغيرات المتوقعة، وهناك مصلحة لا تُخفى في إضعاف المشروع السياسي للانتقالي، حيث يراهن فصيل طارق على عامل الوقت إيضا في إضعاف هذا الأخير، الأمر الذي أخذ بالتشكل في الأونة الأخيرة، وتحديدا منذ ٢٠٢٢م، العام الذي صاحبه انهيار رهيب للأوضاع المعيشية في مناطق الجنوب حيث يتواجد نفوذ الانتقالي، عجزت معه سلطات الانتقالي فعل شيء يذكر لصالح المواطن، فأحدث ذلك استياء شعبي عارم، أخذت معه شعبية الانتقالي تتآكل في أهم حواضنه، ويقل سقف التوقعات المرجوه من مشاركته في التشكيلة الحكومية.

ما يتردد اليوم من أنباء وتسريبات بشأن عملية عسكرية برية مزمعة، للإطاحة بالحوثيين واستعادة صنعاء من قبضة الجماعة، ذلك سيكسب فصيل طارق المزيد من عوامل النفوذ والقوة، فمن المرجح أن يصبح وريثا للحوثية في محافظات الشمال في حال انهيارها، الأمر الذي يجعل منه عنصر أساسي وفاعل خلال المرحلة المقبلة، ولا نستبعد تحالفه مع بعض القوى السياسية المحلية لبعض الوقت، على طريق تحقيق مكاسب سياسية مشتركة، الأمر الذي يفجر صراعا حينذاك بين قوى الشمال والجنوب حول توزيع خريطة الحكم والثروة، بعد أن ظل نارا يغطيها الرماد، لوجود عدو مشترك، سيطر بقوة السلاح على صنعاء وأسقط الدولة. سيأخذ الصراع في هذه المرحلة تحديدا مسارات مختلفة، تحرص معه أطراف الخارج على عدم التورط فيه، باعتباره صراع من أجل بناء الدولة، لا تداعيات له يمكن أن تمس مصالح الخارج بسوء.