الجبنة الفاسدة صورة من صور الفساد في وطني فمن يتحمّل المسؤولية؟
الأربعاء - 23 أبريل 2025 - الساعة 11:55 ص بتوقيت العاصمة عدن
"عدن سيتي "متابعات
الكاتبة: د/ايزيس المنصوري
في الفترة الأخيرة، انتشرت أخبار تتحدث عن استيراد كميات من الجبنة غير الصالحة للاستهلاك البشري، تم تخزينها في ظروف غير ملائمة، ما أدى إلى فسادها بالكامل. هذه الحادثة أثارت قلقًا واسعًا لدى المواطنين، وطرحت تساؤلات كثيرة حول من يتحمّل مسؤولية هذه الكارثة الصحية.
كيف تبدأ المشكلة؟
غالبًا ما تبدأ من الشركات المستوردة التي تسعى للحصول على منتجات بأرخص الأسعار، دون الالتفات إلى الجودة أو سلامة المنتج. في بعض الحالات، يتم استيراد جبنة منتهية الصلاحية أو قريبة من الانتهاء، ويتم تخزينها في مستودعات غير مبرّدة أو تفتقر لأبسط معايير النظافة، ما يجعلها تتلف بسرعة وتصبح خطيرة على صحة المستهلك.
أين دور الجهات الرقابية؟
هنا يأتي دور الجهات الرقابية، مثل الجمارك، وزارة الصحة، وهيئة الغذاء والدواء. من المفترض أن تقوم هذه الجهات بالتدقيق على الشحنات المستوردة، والتأكد من صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات الصحية. لكن في بعض الحالات، تحدث تجاوزات أو إهمال، سواء بقصد أو بدون قصد، ما يسمح بمرور هذه المنتجات إلى الأسواق.
من المسؤول؟
المسؤولية هنا جماعية:
المستورد: هو أول من يتحمّل المسؤولية، لأنه جلب منتجًا غير مطابق للمواصفات.لان ما يهمه هو التجارة والفائدة دون أن يفكر أن هناك آخرة لكل شيء وأن طباخ السم سوف يذوق لا محالة.
المخزّن أو التاجر: الذي قام بتخزين الجبنة بطريقة غير صحية، مما أدى إلى فسادها. وهذا الأمر شيء مؤكد بالذات أن المخازن قريبة من الحزام الاخضر او أن المخازن توضع في اسوأ الاماكن ودون اهتمام بالانسان الذي سوف يأكل من هذه المواد الغدائية فأين الذمة والضمير الإنساني من كل هذا.
الجهات الرقابية: إذا كانت هناك ثغرات في الرقابة أو تم تمرير الشحنات دون فحص دقيق.وهذا وارد جدا جدا في بلدي .
المستهلك: أحيانًا يقوم بشراء منتجات رخيصة ذات جودة منخفضة. وطبعا هذا نتيجة ارتفاع العملات والغلاء الفاحش الذي لم يجعل للمواطن فرصة في اختيار ما يناسبه من السلع الغدائية غير الأرخص ثمناً.
ما الحل؟
تشديد الرقابة على الاستيراد.
فرض عقوبات صارمة على المخالفين.
رفع وعي المستهلكين بضرورة التبليغ عن أي منتج يشتبه في صلاحيته.
في النهاية، قضية الجبنة الفاسدة ليست فقط عن منتج تالف، بل هي عن نظام كامل يجب إصلاحه لحماية صحة الناس.