الأثر الحضاري والثقافي العدني في شعر لطفي جعفر أمان

الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - الساعة 06:54 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " د.عبده يحيى الدباني





مثل شعر لطفي أمان روح عدن وسلوكها الحضاري وإيقاع اللمسات النهائية اللامعة، ليس ذلك بطريقة مباشرة أو وصفية وخارجية بل كان كل ذلك يمثلها غير مباشر لعدن وطبيعتها الإنسانية المتفردة بتنوعه تناص عميق نفسي وتربوي وثقافي وسلوكي مع هذه المدينة النص .
على مكان أن شعر لطفي رحمه الله بشكل لا يحفل بذكر عدن مباشر بالتعاون مع هذا من ساعد عدن نفسه فليس هناك تعصب للأو متعصبة في تميزه وتفضيله وأن كان هذا موجودا في شعراء على مختلف العصور ، فعدن في لطفي ليست شيئا فتطلب منه هنا وهناك كذكر أو وصف أو تغن أو مديح بل كادت عدن تكون لطفي بنفسه اي يكاد شعر لطفي أن يكون هو عدن شعر بنفسه او يكون موازيا لها وفقا لنظرة سيسولوجيا الأدب، ففعل هي مدينة الشاعر وصيدته الخالدة.
لقد ذهب الدكتور طه حسين رحمه الله إلى أن شعر عمر بن أبي ربيعة يمثل روح الحياة في مدن الحجاز في العصر الأموي وأن شعر أبي نواس يمثل روح حياة بغداد في العصر العباسي. لقد أوضحنا آثار هذا الأثر الحضاري العدني في شعر لطفي على النحو الآتى :
١- من خلال عصر النزعة القومية والإنسانية في شعر الشاعر .
2. من حيث الظواهر المحتملة والموضوعات الشعرية .
٣.ملامح النفسية العدنية في شعره .
4. معالم ومشاهد حضارية في عدن.
5. روح الرفض والثورة وسلسلة الأحداث التاريخية المعاصرة في شعره.
فاما جانب النزعة القومية والإنسانية في شعر لطفي امان فقد تجلى وقد تجلى وقد عددنا ذلك من تأثير مدينة عدن في شاعرها فهي مدينة إنسانية بامتياز وقد تعايش فيها جميع الأجناس فمن ملامح هذا النزعة الإنسانية في شعره ما نجده في قصائد تحدثت اوعبرت عن غزو الفضاء كمنجز إنساني عالمي وكذا الاحتفاء بمنجزات انسان العصر الحديث كما يفعل ذلك في قصيدته الشهيرة (الشرق الجديد) في حديثه عن ماضي أمة الشرق وعن حاضرها ومستقبلها ويتفاعل بشكل كبير مع الأحداث العالمية كالحرب العالمية الثانية وفي (فورنت لطفي) على اختراق روميات أبي فراس واندلسيات شوقي على ما في أفرنست لطفي من التعاطف مع إخواننا في اشتراك السمراء .
وما كتبه في شعر لطفي من نزع الطوائف والتفاعل مع الثورة المصرية وقائدها الحديث جمال عبدالناصر وغير ذلك من المضامين القومية والإنسانية .
فما أكثر ما دارت كلمة أخيرة في شعر لطفي!! لكن جزء من الاهتمامات الشعرية والظواهر الفنية وما تماثلها من تأثير عدني حضاري في الوقت المناسب واجدون ذلك في روح تحسين الشعر عند لطفي ويشرف على شعره والواقعية الشعرية في الفكر وطريقة التعبير وفي لطفي الواقعي المتفرد مدينته للنظر إلى المرأة والتعامل مع المستقبل الجديد شعر الأسرة الذي مثل ظاهرة في شعره ؛ لقد لمعت في شعر لطفي كلمات عدنية من مثل: يطحطحه و بحبوحة و التافه والدهارة ومزهر وغيرها وفي آخر حديثنا في هذا الجانب نشير إلى لطفي وهو يخاطب صورة القطايف على غرفته وهل ما زال جدار عدن اليوم يعلقون صور نساء على جدران غرفهم ام صار ذلك يبابا وحراما ?
لكن ملامح العدنية السلبية وطبيعتها في شعر لطفيكم مساهمتها منبثقة في شعره من خلال روح التفاؤل والفرح والبهجة التي فاضت بها قصائد كثيرة ولا غرو فعدن هي مدينة البهجة كما كان يسميها اليونانيون القدماء كما يجب روح الإيجابية ونبذ التشاؤم والحديث عن الأجيال والنزع التحكمي الذي تميز به شعر لطفي وزخرت به وسوداني من المعاصر والأنوار والتطور والتغيير والكمال.
ومن ثقافة عدن المعهودة العطف على الإنسان الفقير وهذا موجود في لطفي ومن ملامح هذه النفسية العدنية الحضارية الشعرية فيه تجد الحديث عن التوليف والروائح بشكل لافت والتنظيم والترتيب والحديث عن المشردين البائسين وسكان الاكواخ والإيثار والتواضع وحتى مسألة الرفق بالحيوان لقد تحدث لطفي عن كلبه الأمين .
لكن جانب المعالم والمشاهد الحضارية في عدن يمكن لاقى الطريق إلى لطفي وهذه معالم ومشاهد عدنية من ناحية أخرى ومن ناحية أخرى فإن الشاعر قد ينظر إليها بعيون عدنية فلم يصفها وصفها من الخارج فمن هذه المعالم والشواهد والمظاهر: صهاريج عدن والميناء والعمال والبراكين وجبال عدن والمناخ والعمران والترف وتعاطي الكحول والقات والاكواخ والفقراء وعابرو السبيل والحديثي الشعري عن اعلام الناس في عدن وغير ذلك . كل هذه المعالم المميزة والشواهد والمظاهر ليست معزولة عن الشاعر العاطفي وفلسفته بل انه لونها بدمه اي بمشاعره .
لكن جزء روح الرفض والثورة العامة التي تفرقت إلى عدن خاصة والجنوب فقد التمسناها في شعر لطفي من خلال التنوير والتثوير وروح لا يجوز لها مثل (طفل متسول) وفي (انا لست ثانيا) و(أخي كبلوني) وغيرها من هذه الروح العدنية الجنوبية الرافضة تجدها أيضا من خلال سلسلة الأحداث التي شهدتها عدن وكانت حضورها في لطفي مثل الأهلية في عدن قبيل الاستقلال الحرب وحدث الاستقلال بنفسه وفي ثاء بعض شهداء تلك المرحلة .
لكن القصائد كلها زخم هذه النزعة الثورية الكفاحية فمنها (بلادي ياحره) و(الحوار مع الاستعمار) و(الشهيد احمد بلعيد) و (لي الموت ولكم الحياة) و(تحية السيف) و(من انت) و (اخي كبلوني) و( انتكاسة الثورة ) وغيرها. وأخيرا فإن هذا التناص العدني الحضاري في شعر لطفي أمان سوف نتناوله ونعم بالله في بحث رصين مفصل وليس ماذكرناه في هذا المقال فقط خريطة لذلك البحث المرتقب .



*كتب – د عبده يحيى الدباني.
من منصة الكاتب على الفيس بوك.




صورة الكاتب 

متعلقات