ابتسامات فلسطينية ودموع صهيونية
الجمعة - 24 يناير 2025 - الساعة 02:14 ص بتوقيت العاصمة عدن
فلسطين " عدن سيتي " وليد التليلي : متابعات
المتتبع تصريحات الصهيونية في الأيام والسويعات الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار في قطاع غزة ينتبه إلى كل هذا الحقد والكره للفلسطينيين، ويتأكد من أن أغلب جمهور الصهاينة يعتبر الاتفاق المبرم مع "حماس" هزيمة لإسرائيل، هزيمة جبروتها وتعنتها وقوتها وداعميها من الغرب، ومن بعض العرب طبعاً. وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يصرح، أول من أمس السبت، بالقول: "انظروا إلى غزة إنها مدمرة، مفككة، ليست صالحة للعيش. سنمحو الابتسامة عن وجوههم وسنجعلهم يصرخون". لا يفهم كيف يبتسم هؤلاء الفلسطينيون وهم على أنقاض مدينة مدمرة. يزداد غيظاً، ويهدد بأنه سيمحو هذه الابتسامة، بمعنى أن النيّات الحقيقية هي العودة للقصف وللإبادة من جديد حال تبادل المحتجزين الإسرائيليين.
تتوضح هذه النيّات الخبيثة لمن لا عهد لهم ولا ميثاق معهم بالاستماع إلى ما نقتله صحيفة يديعوت أحرونوت، قبل أيام، عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي أكد أن "إطلاق سراح الرهائن هدف من أهداف الحرب...". وأضاف أن "إبرام صفقة مع منظمة إرهابية أمر سيئ وصعب، لكن توجب فعل ذلك من أجل إنقاذ الإسرائيليين". ما يقوله هذا الوزير الإسرائيلي بالتحديد هو أن أياً من أهداف الحكومة الإسرائيلية المعلن عنها في أوائل الحرب لم يتحقق، لا فككوا "حماس" بعد أن وعدوا بمحوها، ولا استعادوا المحتجزين إلا بالحوار والاتفاقات مع "حماس" نفسها.
ما يعنيه هذا في آخر المطاف هو أن كل تلك التكنولوجيا الأميركية الفرنسية البريطانية الألمانية الإسرائيلية، وكل تلك المخابرات وكل تلك القوى المالية، لم تتمكن من معرفة مكان المحتجزين، وفشلت كلها معاً، بصواريخها وقنابلها الدقيقة، مع كل ذلك الدمار والاغتيالات، لتضطر في النهاية لأن تجلس وتتفاوض. أي أن القوة لا تجدي، ولا ينفع في الصراعات إلا الحوار. طبعاً، يخُط كثيرون حبراً كثيراً حول مآلات هذه الحرب وأثمانها، وإن كانت نتائجها تستحق كل هذا الثمن، وهذا سؤال مشروع لن يجيب عنه الحاضر، وإنما هو رهين التاريخ والمستقبل، وسنرى ما عناه "الطوفان" تحديداً. ماذا سيبقى من هذه الحرب أيضاً؟ سنبقى نتذكر كيف خذلنا الغزيين وتركناهم وحدهم يواجهون مصيرهم، عدا بعض النيّات الصادقة التي لم تتلكأ في دعمهم وعانت الكثير من أجل ذلك. سنتذكر في المقابل لندن وواشنطن ومدناً كثيرة أخرى من عالمها وقفت مع القضية وهتفت لها صادقة.