الذكاء الاصطناعي وتوظيفه من قبل الجماعات الإرهابية.. خبير يكشف مخاطر جديدة

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 08:00 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



يشهد العالم في العقدين الأخيرين تطورًا مذهلًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث أصبح هذا المجال يشكل حجر الزاوية للكثير من الابتكارات التكنولوجية التي تؤثر بشكل مباشر على جوانب متعددة من حياتنا.

ومع هذه الثورة التكنولوجية، برزت تحديات جديدة تتعلق باستخدام هذه التقنيات بشكل ضار، خاصة من قبل الجماعات الإرهابية. ففي حين أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لتحسين الأمن والرفاهية البشرية، فإنه في يد الأفراد أو الكيانات ذات النوايا الخبيثة، قد يتحول إلى أداة خطيرة تهدد الأمن الوطني والدولي على حد سواء.

ويكشف خبير مصري في هذا التقرير، المخاطر المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية، ويستعرض الأدوات والتقنيات التي تستخدمها هذه الجماعات لتكريس هذا التهديد، بالإضافة إلى استراتيجيات الحماية التي يجب اتباعها لمواجهته.

يقول الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في تصريحات: "من أبرز التهديدات، الدعاية والتجنيد، تستخدم الجماعات الإرهابية الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالمحتوى الإعلامي عبر تقنية التزييف العميق لإنشاء فيديوهات مزيفة، كما تعتمد على الأتمتة (دمج الآلات) لإنشاء محتوى دعائي مخصص لجذب وتجنيد الأفراد.

إضافة إلى الهجمات السيبرانية يتيح الذكاء الاصطناعي تطوير برمجيات خبيثة يمكنها التكيف مع محاولات الكشف، فضلًا عن تحسين هجمات حجب الخدمة (DDoS) التي تعطل الأنظمة المستهدفة بفعالية أكبر، واستخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار، حيث يتم توظيف الطائرات المسيرة المزودة بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات هجومية دقيقة.

بالإضافة إلى تطوير أنظمة ذاتية التحكم لتنفيذ مهام إرهابية دون تدخل بشري مباشر، وجمع وتحليل البيانات، تستخدم الجماعات الإرهابية الذكاء الاصطناعي لاستخلاص معلومات من المصادر المفتوحة، ما يساعدها في تتبع الأفراد المستهدفين ورصد تحركاتهم بدقة".

وعن استراتيجيات المواجهة، يتابع الدكتور محسن رمضان: "تتمثل في تطوير أنظمة كشف الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعقب الأنشطة المشبوهة والتصدي للهجمات قبل وقوعها، وتعزيز التعاون الدولي بين الحكومات والشركات التكنولوجية لمكافحة الإرهاب الرقمي، وفرض تشريعات صارمة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ومنع استغلاله لأغراض إرهابية".

ويختم تصريحاته قائلاً: "إن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديًا جديدًا في مكافحة الإرهاب، حيث يمكن أن يكون أداة لزيادة فعالية الجماعات الإرهابية في تنفيذ هجماتهم. ومن المهم أن نواجه هذا التحدي من خلال تعزيز أنظمة الأمان السيبراني، وتطوير استراتيجيات دولية فعّالة للتعاون في هذا المجال".

بينما توفر هذه التقنيات إمكانيات مذهلة للتطور البشري، فإن استخدامها من قبل الجماعات الإرهابية يتطلب تدابير وقائية أكثر قوة وأكثر تطورًا لضمان حماية الأمن الدولي.

متعلقات