الإثنين-17 مارس - 07:40 ص-مدينة عدن

ضربات أمريكية تعيد رسم المشهد اليمني: شمالاً، هل يقترب الجنوب من فرض معادلته؟

الإثنين - 17 مارس 2025 - الساعة 12:13 ص بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" وضاح قحطان الحريري




تشهد اليمن تحولًا جيوسياسيًا مع تصاعد الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة وذمار، تزامنًا مع تصريحات حاسمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي توحي بأن هناك توجهًا جادًا لحسم المشهد. هذه التطورات تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مصير الحوثيين، مستقبل الجنوب، ومدى قدرة اليمن على إعادة تشكيل خريطته السياسية.

ما وراء الضربات: تفكيك الهيمنة الحوثية أم إعادة ترتيب المشهد؟

التأويلات لهذه الضربات تتفاوت بين كونها خطوة عسكرية تستهدف إضعاف الحوثيين وتفكيك بنيتهم، وبين كونها إشارة لمرحلة سياسية جديدة تهدف لإعادة التوازن الداخلي. وهنا، يبرز ملف الجنوب كقضية لا يمكن تجاوزها في أي سيناريو قادم، حيث إن استبعاده من أي تسوية لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمات وتعقيد المسار السياسي.

فرص الجنوب في مرحلة ما بعد الحوثي
مع تراجع قبضة الحوثيين، يصبح الجنوب أمام لحظة مفصلية قد تمنحه الفرصة لإعادة ترسيخ مكانته السياسية والاقتصادية. لكن التحدي الأكبر يكمن في مواجهة أدوات الأحزاب المعادية للجنوب، التي لا تزال تحاول عرقلة أي مكاسب سياسية له. ومع ذلك، فإن الجنوب يمتلك عناصر قوة، أبرزها تحالفاته الإقليمية والدعم الشعبي، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في مستقبل اليمن.

استقرار اليمن.. مفتاح أمن المنطقة
لا يمكن الحديث عن استقرار اليمن دون تحقيق توازن بين الشمال والجنوب. فالشمال بحاجة إلى إعادة بناء مؤسساته لمنع الفوضى، بينما الجنوب، بحكم موقعه الاستراتيجي، يظل عنصرًا حاسمًا في تأمين الملاحة البحرية الدولية. أي تسوية سياسية تتجاهل هذه الحقائق ستكون هشة، وستعيد إنتاج الصراعات بدلاً من حلها.

أي مستقبل ينتظر اليمن؟
المشهد الحالي يشير إلى أن اليمن على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب حلولًا أكثر شمولًا، تضمن استقرارًا حقيقيًا في الشمال وأمنًا مستدامًا في الجنوب والمنطقة. السؤال الأهم الآن: هل ستُترجم الضربات الأمريكية إلى تسوية حقيقية، أم أن اليمن سيظل عالقًا في دوامة الصراعات؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.

متعلقات