قمر الدين والعرقسوس.. تاريخ أبرز المشروبات على المائدة الرمضانية

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 08:45 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



يرتبط شهر رمضان المبارك في أذهان العرب عامة، والمصريين خاصة، بالعديد من الطقوس المميزة التي دائمًا ما تعطي لرمضان في مصر طابعًا خاصًا، ومن بين تلك الطقوس هو تواجد عدد من المشروبات الرمضانية على مائدة الإفطار ومنها القمر الدين والخشاف اللذان يعدان من أهم المشروبات الشعبية في الشهر الفضيل، بالإضافة إلى العرقسوس والتمر هندي والسوبيا.

ولكن ماهو تاريخ وأصل حكاية تلك المشروبات وارتباطها بشهر رمضان المعظم؟
قمر الدين
يعد مشروب قمر الدين أحد أبرز المشروبات التي تزين مائدة الإفطار في مصر وهناك العديد من الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، حيث نسبت بعض الروايات إلى أنه يعود لعام 1400، حيث يروي أن الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان، لذلك أطلق عليه اسم قمر الدين.

فيما هناك روايات أخرى تُرجع تسميته إلى أشهر صناعه وكان اسمه قمر الدين، وتعد دولة سوريا هي الأبرز في إنتاجه.

ويصنع قمر الدين من شرائح فاكهة المشمش عن طريق تجفيف عصير تلك الثمار، ثم سكبه في صحون كبيرة ويترك ليجف في الشمس ثم يقطع إلى قطع مستطيلة أو مربعة.

وفي رواية أخرى عُرف مشروب قمر الدين في بلاد الشام خلال القرن التاسع الهجري، ومنها انتقل إلى مصر وبلاد المغرب، ويرجع أصل قمر الدين إلى قرية قمر الدين الشامية، ثم تغير الاسم ليكون قمر الدين.

وارتبط مشروب السوبيا بمصر منذ العصر المملوكي، حيث واجهت البلاد فترات من الفقر الشديد التي كان يتم توزيع فيها حصة لكل فرد في البلاد مكونة من دقيق وسمن وسكر وأرز وجوز هند وبعض أنواع التوابل، وهذه المكونات استخدمها الناس لصنع هذا المشروب الغني بالعديد من العناصر، وأصبح مشروبا عاما في البلاد.

وفي روايات أخرى فإن أصول السوبيا تعود إلى محاولات المصريين القدماء للاستفادة من بقايا الخبز، إذ كانوا يضيفون إليه الخميرة والسكر لصنع مشروب منعش.

التمر الهندي
يعد التمر الهندي من أكثر المشروبات المرتبطة بشهر رمضان، حيث لا تخلو مائدة الإفطار منه. تعود أصوله إلى الهند وشرق إفريقيا الاستوائية، وقد اشتهر في مصر منذ عصر المماليك، حيث استُخدم كبديل للخمر، إذ حرص المماليك على تقديمه في موائدهم الرمضانية بدلاً من المشروبات الكحولية.

وأوضح الدكتور محمد عبدالحليم، أستاذ التاريخ بـ"جامعة عين شمس"، في حديث سابق أن تاريخ أحد أشهر المشروبات الرمضانية المصرية التي يعتمد عليها المصريون في وجبة الإفطار وهي "التمر الهندي" يعود إلى مئات السنوات، والمشروب موطنه الأصلي الهند وشرق إفريقيا.

وأصل المشروب هو التمر من دولة الهند وشرق إفريقيا الاستوائية، ويزرع في جنوب شرق آسيا، وذلك وفقاً لكتاب الدكتور حمزة الجبالي "أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل"، وقام العرب باستيراد التمر إلى بلادهم وأطلقوا عليه اسم "التمر الهندي".

وفي عصر المماليك، ارتبط هذا المشروب برمضان لقدرته على التخفيف من حدة العطش، وظل التمر الهندي أحد المشروبات الأساسية الرمضانية في مصر حتى الآن.

العرقسوس
يعتبر العرقسوس من ضمن المشروبات الرمضانية المحببة لدى كثير من الصائمين، حيث يعتبر من العصائر الأساسية على مائدة الفطار، كما أن له العديد من الفوائد التي الصحية، لذا أوصى به الطبيب العربي ابن البيطار حيث قال أن العرقسوس هو دواء لأمراض الكبد والحلق، إذا تم وضعه تحت لسان المريض، كما أنه يعالج التهابات المعدة وأمراض الصدر إذا تم مضغه، وعندما يقوم الفرد بشرب العرقسوس سيؤدي إلى عدم شعوره بالعطش.

وتؤكد الروايات الأشهر أن تاريخ العرقسوس فى مصر يعود إلى العصر الفرعوني، حيث تم العثور على بذور هذا النبات في مقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث كان الأطباء يستخدمونه لإضافة نكهة حلوة للأدوية ذات الطعم المر، مما يسهل تناولها على المرضى.

متعلقات