الإثنين-17 مارس - 07:58 م-مدينة عدن

الشهيد القائد على قائد المعكر

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 09:32 م بتوقيت العاصمة عدن

الضالع " عدن سيتي " رائد الجحافي

في العام 2001م وتحديداً في ليلة السابع والعشرين من رمضان رحل عنَّا القائد علي قايد المعكر الذي نال الشهادة عندما غادرنا شهيداً يلتحف ثياب البطولة في اكبر مغامرة لقوات الاحتلال اليمني ممثلة بقوات اللواء 33 مدرع بقيادة المجرم حيدر السنحاني الذي ظل طيلة السنوات التالية لاجتياح الجنوب يمثل القوة الكبرى للمحتل اليمني ويتخذ من الضالع مكاناً له اذ انتشرت وحدات اللواء على طول مرتفعات وجبال الضالع لتصنع قبضة حديدية متمكنة على كل الطرقات والمواقع الهامة في اكثر صور ومشاهد عسكرة الحياة، وكان شخص بحجم القائد المعكر الذي رفض كل الإغراءات التي حاول عفاش والأحمر تقديمها له مقابل استمراره في قيادة وحدات الجيش اليمني لما يمتاز به ذلك القائد من دهاء وشجاعة وقوة شخصية جعلت منه واحد من القادة العسكريين الجنوبيين الذين لم يقبلوا سياسة المحتل اليمني تجاه الجنوب.
العميد المعكر الذي كان قائداً لإحدى الالوية الجنوبية المرابطة في المهرة قبل العام 1994م رفض النزوح خارج البلاد عقب الاحتلال بل عاد الى موطنه في الضالع ومن هناك شرع يخطط لتفجير ثورة مسلحة لطرد الاحتلال وتحرير الجنوب، فكان من ابرز مؤسسي وقادة حركة "حتم" التي كانت اول فصيل جنوبي مسلح يعلن الحرب ومقاومة جيش الاحتلال اليمني، لكن الظروف التي طرأت على الوضع داخل الجنوب حالت دون استمرار حتم في عملياتها المسلحة ليتم تجميد نشاطها آنذاك، لكن القائد المعكر ظل حاملاً سلاحه ولم يقبل الاستسلام لإغراءات صنعاء التي ظلت تحاول استعطافه وإغرائه للعمل لديها، كما انه لم ييأس عندما تم تجميد نشاط حركة حتم ولم يتخذ من منزله سوى محطة للقاءات بين رفاق دربه وواصل مشوار نضاله في اعادة لملمة المناضلين والتخطيط لتوجيه ضربات تستهدف قوات الاحتلال ولو للدفاع عن الجنوبيين الذين يتعرضون للاعتداءات والقتل بصورة مستمرة من قبل جنود الاحتلال اليمني.
لذلك كان البطل علي قايد المعكر المطلوب رقم واحد لدى قوات الاحتلال التي بذلت مقدراتها وإمكاناتها للنيل من المعكر وحاولت اغتياله مرات كثيرة، ولم تفلح الا في المرة الاخيرة عندما تم تعقبه من قبل قوات وثكنات لواء حيدر العسكرية والاستخباراتية وفِي مكان خال من السكان قام طقم عسكري كان يحمل على متنه اكثر من عشرة جنود مدجيين بمختلف انواع الأسلحة بمهاجمة المعكر وعدد من رفاقه بصورة مفاجئة ودارت بينهما معركة تمكن على اثرها ذلك الطقم العسكري من اغتيال القائد علي قايد المعكر لكنه ظل يقاوم وتمكن من قتل اكثر من نصف جنود الطقم العسكري قبل ان تأتِ قوة مساندة قامت بتعزيز جنود الاحتلال من الكتيبة العسكرية المتمركزة اعلى جبل جحاف.
ومن ثم زحفت عشرات الآليات العسكرية على جبل جحاف بعد ساعات من استشهاد البطل المعكر وقامت بتطويق مناطق بلس والسويداء وعانيم وفرض حصار شديد على كافة مناطق جحاف قبل ان يقوم جنود الاحتلال بزرع عبوات ناسفة في منازل رفاق المعكر ومن ثم تفجيرها بصورة هستيرية ووحشية كأدنى صورة من صور الارهاب الذي مارسته قوات الاحتلال على الجنوبيين، اذ تم تفجير منازل كل من الشهيد محمد محسن كباس، والمناضل محمد البكري، والمناضل فضل حسن احمد، والمناضل محمد صالح هاشم، اعقبت تلك التفجيرات قصف عنيف على جبل جحاف بقذائف المدفعية والدبابات وملاحقة واعتقال العشرات من المناضلين والناشطين السياسيين..
رحل الشهيد القائد علي قائد المعكر وبرحيله خسر الجنوب واحد من ابرز المناضلين الشجعان، واليوم هل تناسينا مثل هذا القائد ولماذا لا نتخذ من ذكرى رحيله ولو محطة لنتعلم من سيرة حياته وحياة رفاق دربه الشهداء أمثال القائد المناضل الشهيد محمد محسن كباس والشهيد البطل احمد محمد ناصر الجمل والشهيد محمد ثابت الزبيدي والشهيد احمد عبدالله شكع، وغيرهم من الشهداء الأوائل في الضالع نتعلم من تاريخهم دروس في التضحية والشجاعة والوطنية التي عنوانها ثورة حقيقية جلية لا تقبل المهادنة، جنوب حر مستقل يأوي جميع ابنائه ويحقق العدالة والمساواة للجميع، دولة مستقلة مستقرة تنافس دول العالم في كافة مجالات الحياة.
.. رائد الجحافي

متعلقات