الأحد-23 مارس - 03:10 ص-مدينة عدن

محافظ أبين بين الروتين والإبداع !! وحسوك اسفل العقبة !

السبت - 22 مارس 2025 - الساعة 12:12 م بتوقيت العاصمة عدن

أبين " عدن سيتي " عبدالناصر السنيدي






دعيت البارحة للقاء دعى إليه ملتقى أبين، وقد كنت بين أمرين متناقضين: هل أذهب أم لا؟ والسبب أنني في رمضان لا أذهب إلى أي مكان عام. وعندما عرفت أن المحافظ سيكون حاضرًا قبلت

، فكرة اللقاء جيدة بحد ذاتها وتحمل معاني اجتماعية، رغم تحفظاتي على "ملتقى أبين" الذي أسس بعشوائية ويدار بعشوائية أيضًا ولا اخجل او اجامل في رايي رغم احترامي لشخوص القائمين عليه ...

كان الاجتماع عبارة عن دعوة وكفى، حيث كان يجب الأعداد الجيد والاستفادة من هذا الجمع وتقديم تقرير عن فترة عمل الملتقى خلال الفترة الماضية وما هي إنجازاته التي لم أرها على الواقع غير الشكل الديكوري الذي وضعه مؤسسوه ليضعوا لصفاتهم شرعية معينة. كنت أتمنى أن يفاجئونا بشيء يغير تصورنا تمامًا خاطبوا المرحله والعصر ملننا من التكرار والروتين ....

اللقاء بحد ذاته رائع، لقد تعرفنا على شخصيات لم نعرفها من قبل. اما بالنسبة لي، أشاهد المحافظ لأول مرة وجهًا لوجه،وعلى الواقع فهو لا يواجه الناس إلا نادرًا، منزوي ليس له ديوان مفتوح، ومن ذهب إليه عليه أن يقرر البحث عن وسيط من المقربين حتى يبلغ مجلسه.

بدأ اللقاء هادئًا، لكنه شيئًا فشيئًا تحول إلى صخب. طرحت ملاحظات تطرقت إلى كل الجوانب، أخذت الزراعة والتعليم نصيب الأسد. كان هذا اللقاء "أسفل العقبة" بعد ثمان سنوات عجاف من الغياب عن الناس وعدم لمس النتائج في محافظة ربما كانت الأسوأ إدارة والأسوأ من حيث الخدمات والأسوأ سمعة من حيث الفساد. وأنا هنا لا أتهم أحدًا، ولكن هذا راي الناس المسموع والاعلام عن سلطة وتنمية غائبتان ولا تريدان أن تحضران أبدًا.

كان المحافظ مستمعًا، وكنت أقرأ في عينيه ابتسامات ساخرة خفية من بعض الانتقادات، وكان لسان حاله يقول إنكم لا تعرفون شيئًا، وكانتا عينيه شاردتان وكأنه يستحضر الردود المفحمة لاحقا..

مر الوقت بالنسبة لي ببطيء ثقيل لسببين: لأنني لم اتناول القات في رمضان ، والآخر لأن كل ملاحظة اسمعها مأساة كبرى مؤلمة، وكنا نحرك كتل من حديد بينما هي أمور ممكن أن تحل وتحرك، فلا مستحيل أمام أولي العزم.

قام المحافظ بالرد، ويا ليته لم يرد.

أنا أتحدث هنا عن رايي الشخصي. ردوده روتينية مليئة بالانجازات والأرقام غير المحسوسة. أما أنا فلا اعتبر ترميم مكتب أو صرف مبلغ لعمل ماء أو الاجتماع بمنظمة مجتمع مدني او تعب المحافظ إنجازًا، ولا أرى عدم وجود موارد تحديًا مفحمًا لالتماس العذر. لا مسؤول أن يبرر فشله، بل عليه تقديم استقالته فورًا ان شعر بعدم قدرته ليعطي الفرصة لشخص آخر أكثر تحديًا وانجازًا. وهذا الكلام قلته في الاجتماع حرفيًا.

ما سمعته من ردود كان محبطًا تمامًا. فالقيادة ليست ترفًا، بل مسؤولية لا يتم قبولها إلا بالقدرة على الابتكار والانجاز وتقديم حلول من العدم. إن المعوقات، وإن بدت قاتمة قاحلة صرفه داخلها الآلاف من الفرص التي ممكن اقتناصها

لقد كان صوت المحافظ وهو يرد قويًا أجشًا مافيوش أي اعتذار أو احساس بالتقصير. انتقد الحاضرين بأنهم ليسوا من الساكنين بأبين،بل في عدن رغم أنه أحد ساكني عدن الدائمين، ممتعظًا ملاحظاتهم، رافضًا فكرة وجود فساد أبدًا، معتزًا بفريقه النزيه، كما يقول متناسيًا أن الواقع والإعلام يقولان كلامًا غير ذلك، الذي لم يعره اهتمامًا بالرد ذات يوم وكان لسان حاله يقول طنش سينسون ...

فرق كبير بين قيادة الروتين وقيادة الإبداع، بين انتظار الفرص وصناعتها، بين الواقع المر المخيف وبين إدارته بحنكة
لكن للاسف لاينفع الحسوك اسفل العقبه

عبدالناصر السنيدي

متعلقات