الدويل: اليمننة تعود من بوابة حضرموت.. ومجلس الرئاسي أثبت عجزه

الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - الساعة 09:37 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات

في قراءة سياسية ناقدة لمسار الأحداث في المحافظات الجنوبية، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل أن لقاء هضبة حضرموت الأخير كشف عمق الأزمة التي تعصف بمجلس القيادة الرئاسي، وأظهر عجزه البنيوي عن إدارة المحافظات المحررة، مؤكدًا أن الجنوب يتعرض لمحاولات ممنهجة لإعادة إنتاج مشروع اليمننة تحت شعارات مزيفة.

وقال الدويل إن اللقاء عكس ما أسماه “الأزمة الفعلية لفشل مجلس القيادة الرئاسي في إدارة المحافظات المحررة في الجنوب”، موضحًا أن هذه الإدارة اتسمت بـ”الفساد المالي والإداري، واللعب الخبيث بالورقة الاقتصادية والخدماتية، وبانهيار العملة، واختيار مسؤولين فاسدين”.

ورأى أن “ابن حبريش في حضرموت ولا غيره في أي من المحافظات المحررة لا يستطيع فرض حكم ذاتي لغياب الدولة الضامنة”، معتبرًا أن البلد يعيش تحت وصاية خارجية تجعل من أي حراك سياسي جنوبي قابلًا للالتفاف عليه أو تحويله إلى “ذكرى” أو “أداة من أدوات الفوضى التي يُراد للجنوب أن يعيشها”.

ولم يغفل الدويل محاولات ما سماها بـ”قوى اليمننة” توظيف المشهد لفرض أجنداتها، مشيرًا إلى أن هذه القوى “تستخدم كل ذلك لإحياء موات الأقاليم أو للتهديد بتقسيم الجنوب”، وتشن حملات إعلامية موجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي “وكأنه عدو لمطالب حضرموت”، قائلاً: “ضجوا أحزابًا وقنواتٍ وذبابًا وكتابًا وحوائطًا ضد الانتقالي، على قول ‘رمتني بدائها وانسلت'”.

وأشار إلى أن تلك الحملات تستهدف إعادة إنتاج وهم “وطن اليمن الكبير”، وهو المشروع الذي قال إنه “يرسّخ الحوثي فيه مواطنة القناديل والزنابيل الضاربة فيه منذ مئات السنين ويمجدها الممجدون”، ويُراد للجنوب أن يكون جزءًا منها قسرًا.

وفي نقد مباشر لفكرة التنوع اليمني، اعتبر أن ما يُروج له ليس إلا تزييفًا متعمدًا لمفهوم المواطنة، مستعرضًا ما وصفه بـ”مواطنة الرعوي، البرغلي، القبيلي، المواطنة التهامية”، ومضيفًا: “يدلسون أنها اختلاف لا يُفسد الانتماء، أما الالتزام بمواثيقه ودستوره فيكفي شهادة سلطان البركاني: ‘بخلع العداد'”.

وفي تقييمه لمخرجات لقاء الهضبة، قال الدويل: “ظنناه مشروعًا وإن اختلفنا معه، فتمخّض الجبل فولد فارًا ميتًا”، مستعينًا بالمثل الصيني، ومؤكدًا أن المشروع لم يكن إلا تكرارًا لما وصفه بـ”أقاليم الحوار”، مؤكدًا ما نقله الناشط باوزير في قناة الحدث عن كونه مجرد إعادة تدوير لمشروع (حضرموت – المهرة – شبوة – سقطرى)، ومتهكمًا بالقول: “تي تي، تي تي، مثل ما رحتي جيتي”.

ولفت إلى أن جميع الأطراف المعادية للجنوب – من الحوثيين، إلى الإخوان، إلى الجماعات الإرهابية، إلى القوى الطرفية – “وقفوا جميعًا ضد الجنوب”، مؤكدًا أنهم “جعلوا من التباين فيه عداء”، لكنه شدد على أن “من تباينوا مع الانتقالي ليسوا مع الضم والإلحاق، أي ليسوا مع مشروع طرفيات أحزاب اليمننة”.

واختتم الكاتب مقاله برسالة تفاؤل وتحدٍّ، مؤكدًا أن “كلما أوقدوا نارًا للفتنة أطفأها الله”، وأن “الجنوب رغم معاناته، يسير على الدرب وسيصل”.

متعلقات