ليس الأمهم أن تسيطر و تستحوذ و تحتكر الكرة و تهاجم طوال وقت المباراة..

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 08:47 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " محمد العولقي






ليس مهما أن تسيطر و تستحوذ و تحتكر الكرة و تهاجم طوال وقت المباراة..لكن الأهم من هذا أن تتقن الدفاع غير المتهور..ثم تخطف فرصة واحدة تنتزع بها الفوز..
هذه كانت فلسفة فرانشيسكو كالزونا مدرب سلوفاكيا في مواجهة منتخب إنجلترا المتخم بنجوم فئة فايف ستار..
الواقع أن فلسفة هذا المدرب كانت تسير على ما يرام إلى أن تدخل مبدع الكرة الإنجليزية و منقذها صاحب الفكر التقني العالي جود بيلينجهام فأفسد هذه الفلسفة في الوقت الميت و بعد أن ظن الجميع أن منتخب سلوفاكيا بدفاعه المنظم قد شيع منتخب الأسود الثلاثة إلى مثواه الأخير..
لم يكن منتخب سلوفاكيا ليحتاج إلى أكثر من 26 دقيقة ليترجم فلسفة مدربه فرانشيسكو كالزونا إلى واقع مر كتم أنفاس الإنجليز 95 دقيقة كاملة..
صاحب التحول في فلسفة اللعب كان المهاجم الهداف الذكي إيفان سكرانز الذي تلقى تمريرة و لا أروع في ظهر دفاع إنجلترا من صانع الألعاب دافيد ستريليتش..و بحرفنة هداف وضع الكرة بوجه قدمه في شباك بيكفورد..
و لأن منتخب سلوفاكيا كان أساسا يلعب على هدف المباغتة.. فإنه تخلى عن رسمه التكتيكي المتوازن 4/3/3 ليصف لاعبيه في ثلث ملعبه كالعساكر..
نجح منتخب سلوفاكيا طوال الشوط الأول في منع لاعبي إنجلترا من تهديد المرمى بكثافة..حرمهم من خلق أسلوب مرن تكثر معه مصادر التهديد..
كان الضغط على حامل الكرة فظيعا..وهذا انعكس على البناء الفني الذي ظل يئن من بطء الإيقاع و ضعف تسريع وتيرة اللعب الأمامي الفعال..
ظل أسلوب الإنجليز عقيما في إيجاد الحلول..لهذا فإنه في الشوط الثاني لجأ إلى تفعيل سلاح التسديد البعيد لتجاوز محنة الكثافة الدفاعية السلوفاكية..
بالفعل افتقد منتخب إنجلترا لتطوير الشق الهجومي مرونة التحولات السريعة..و لأن الخيارات كانت محدودة للغاية في ظل استراتيجية الاعتماد على العرضيات المبالغ فيها..و على بعض الكرات الثابتة و الميتة..فإن كثافة دفاع سلوفاكيا امتصت كل تلك المحاولات المكشوفة..
و فعلا قاسية أحكام كرة القدم..فبينما بلغ حلم منتخب سلوفاكيا ببلوغ ربع النهائي الذروة..جاء جود بيلينجهام الفنان بلعبة باك ورد لا تصدق ليسجل هدف التعادل الصعب في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع..هدف ثمين أفقد الجمهور الإنجليزي صوابه في المدرجات..
هذا الهدف الذي أنقذ الإنجليز من فضيحة بجلاجل كان مصحوبا بحقيقة أن الفريق السلوفاكي قد نال منه التعب الذي جعل مؤشر التركيز ينخفض إلى الصفر..
مع بداية الوقت الإضافي الأول..تدخلت رأس الهداف هاري كين ليحول كرة مرتدة إلى مرمى الحارس المتألق مارتن دوبرافكا..
كان هذا هدف الفوز الذي أخرج المنتخب الإنجليزي من عنق زجاجة سلوفاكيا..
تأهل منتخب إنجلترا إلى ربع النهائي بشق الأنفس..و هذه عادة إنجليزية دأب عليها منذ أن تولى ساوثجيت مهمة تدريب و ترويض الأسود الثلاثة..فرديات قليلة تصنع الفارق..

محمد العولقي

متعلقات