الجمعة-27 سبتمبر - 02:17 ص-مدينة عدن

ثمانيةُ أفكارٍ لسيجموند فرويد لايزال تأثيرها قائماً حتى اليوم

الخميس - 26 سبتمبر 2024 - الساعة 01:49 ص بتوقيت العاصمة عدن

" عدن سيتي " متابعات







1️⃣ اللاوعي ، أو كيف لا تحدث الأشياء مُصادفةً.

اكتشف فرويد أن ما مِن شيء يُسمى حادثة أو صدفة ، واكتشف كيف أن المشاعر والأفكار والدوافع والأمنيات والأحداث ، التي قد تبدو عشوائية ، تحمل معانٍ خفية. يشير الكاتب إلى زلات اللسان التي يسميها علماء النفس �زلَّة فرويدية�، والتي تدلنا على أهمية المعاني الباطنة للأشياء التي نقولها ونفعلها.
بمعنًى آخر، لو حدث ونسيت مفتاحك في شقة من تحب �بالصدفة�، فأغلب الظن أنَّك ، دون وعي ، تركتها بهدف الرجوع إلى شقته ثانيةً ، رغبةً في رؤيته.
بدايةً من الأحلام والزلَّات الفرويدية وحتى التداعي الحر ، لا يزال التعمق في اللاوعي بغرض تحرير الرغبات ، أو الصدمات ، أو الدوافع المنسية المحرمة ، خطوةً شديدة الأهمية تجاه معرفة أصدق بالسلوك البشري.

2️⃣ الليبيدو "الغريزة الجنسية : نقطة الضعف والقوة".

حتى لو حاول جميعنا إنكار الأمر ، فالجنس هو دافعنا الأول والقاسم المشترك بين البشر في رأي فرويد ، إلا أن شعورنا الشديد بالخجل والاشمئزاز من تلك المبادئ الداروينية البدائية ، التي أدت إلى تقدم الإنسان على سائر المخلوقات الحية ، جعلنا نبذل وقتًا هائلًا في إنكار هذا �الجانب المظلم� من حيواتنا. فحتى أكثر الأشخاص حكمةً وتزمتًا يعاني بشدة من محاولات هزم شهوته وشهيته الجنسية.
رغبة واحدة تسببت في فضائح هزت عرش الفاتيكان والكنائس الأصولية وكثير من المشاهير ، هي الرغبة الجنسية. راقب فرويد هذا النضال الشهواني في كلٍّ من الرجال والنساء في فيينا خلال العصر الفيكتوري ، فاستطاع بسهولة استنتاج نظرياته من هنا.

3️⃣ التفكير أحد أشكال التمنِّي.

اكتشف فرويد أن عملية التفكير ، التي تتضمن التمني والتخيل ، مُرضية في حد ذاتها. ولاحظ المعالجون والمحللون النفسيون أن التخيل يكون أحيانًا أكثر إشباعاً ، عقلياً وجسدياً ، من تحقيق الفعل نفسه. ومن هنا استفاد علماء الأعصاب من نظرية فرويد التي تشرح محاولات الإنسان في تخيل الأشياء قبل تحقيقها ، وليس غريباً أن لا ترتقي متعة تحقيق الأشياء إلى متعة تخيلها وإضفاء تفاصيلنا الخاصة عليها.

4️⃣ الحكاية علامة شفاء الراوي.

قال فرويد في إحدى محاضراته إن الحكي يجعلنا أخَف ، وسواء كان العلاج النفسي على طريقة فرويد أو أي نوع آخر من العلاج بالحكي ، فقد ثبت أن الكلام يساعد على تخفيف الأعراض العاطفية وتقليل القلق ، وتحرير العقل من قيوده.
يمكن للتأمل والعلاج المختصر أن يؤثر فعلًا في تخفيف الأعراض ، إلا أن العلاج بالحكي يشمل أداة مهمة هي العلاقة العلاجية التي تنشأ بين المريض والمعالِج ، إذ ينخرط الشخص بكل جوارحه في العلاج ، وليس في مجموعة من الأعراض أو التشخيصات فقط ، وهو ما يؤدي إلى تغيير أعمق وأبقى.

5️⃣ آليات الدفاع

يُعد مصطلح �آليات الدفاع� جزءًا لا يتجزأ من فهمنا البديهي لسلوك الإنسان ، لذا أصبحنا ننظر إليه باعتباره أمراً مسلَّماً به ، وقد أنشأ فرويد هذه النظرية وطورها بمساعدة ابنته �آنا فرويد�.
آليات الدفاع هي استراتيجيات نفسية يأتي بها العقل الباطن بغرض التلاعب بالأفكار ، أو الإنكار ، أو تشويه الواقع ، وذلك لحماية نفسه من مشاعر القلق والدوافع غير المقبولة. ومن بين جميع أنواع آليات الدفاع التي صاغها فرويد ، ومنها القمع والتبرير والإسقاط ، يًعد الإنكار أشهرها.
الإنكار هو رفض صريح لإدراك أن شيئًا ما قد حدث بالفعل ، أو يحدث حالياً ، أو حتى الاعتراف به. ويمكن للإنكار أن يكون شخصياً مثل إنكار الإدمان أو إنكار تجربة حياتية مؤلمة ، لكن بإمكانه كذلك أن يتخذ شكلًا أكثر عموماً مثل إنكار ظاهرة علمية أو اجتماعية أو ثقافية ، كإنكار حدوث التغير المناخي ، أو إنكار حدوث مذابح الهولوكوست.

6️⃣ مقاومة التغيير

تقاوم عقولنا وسلوكياتنا التغيير بطبيعة الحال ، فكل ما هو جديد مخيفٌ وغير مرحَّبٍ به ، حتى لو كان تغييراً إلى الأفضل. استنتج التحليل النفسي وجود مبدأ المقاومة وكان محقًّا بشأنه ، واستطاع أيضاً أن يجد الأدوات اللازمة ليهزم قدرته العنيدة على عرقلة حياة كلٍّ من الفرد و المجموعة.

7️⃣ الماضي يؤثِّر في الحاضر.

قد يبدو هذا بديهياً لنا حالياً ، لكن منذ أكثر من مئة سنة سابقة ، حين توصل فرويد لهذه الحقيقة ، كانت لحظة كشف حقيقية بالنسبة له. واليوم ، تساهم كثير من نظريات فرويد ( بشأن تنمية الطفولة وآثار ما اختبره الإنسان في سنواته المبكرة على سلوكه الحالي ) في مساعدة وعلاج المرضى ممَّن يتورطون في أنماط سلوكية مكررة ومعادة تسيطر على حياتهم.

8️⃣ الميل نحو العنف عائق الحضارة.

بينما تردَّدت أصداء الحرب العالمية الأولى وانتشرت معاداة السامية في أوروبا ، قال فرويد في كتابه � قلق في الحضارة � عام 1929 � إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان. مَن سيكون شجاعًا بما يكفي للتشكيك في هذه الحقيقة المؤكدة؟ �.
رأى فرويد أننا الأعداء الحقيقيين لأنفسنا ، وأن الحضارة الإنسانية مهددة إذا لم يتغير سلوك بعضنا تجاه بعض.
هاجمه النازيون أولًا ، ثم الشيوعيون بعد ذلك ، لكن فرويد لم ينحَز رغم ذلك لأمريكا ، التي رأى في ثقافتها هوسًا مَرضيًّا بالمادة. وربما كان هذا الموقف واحدًا فقط بين استبصارات كثيرة أثبتت أهميتها لعالمنا اليوم ، بالضبط كما كانت عندما كتبها فرويد لأول مرة.

متعلقات