بهذه المعاهدة.. دفع البابا تعويضا ماديا هائلا لنابليون
الأربعاء - 12 مارس 2025 - الساعة 04:00 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن سيتي / متابعات
ضمن حرب التحالف الأولى التي اضطرت خلالها فرنسا لمواجهة تحالف أوروبي ضدها على إثر أحداث الفرنسية، خاض الفرنسيون ما بين عامي 1796 و1797 حملة عسكرية بأراضي الدويلات الإيطالية. وبتلك الفترة، قاد الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت قوات بلاده لمواجهة تحالف جمع بين النمساويين والدولة البابوية ومملكة سردينيا وجمهورية البندقية.
وبهذه الحملة تمكن الجنرال الفرنسي من التفوق على قوات التحالف على الرغم من معاناته من مصاعد عديدة بالمؤن والإمدادات بالفترة الأولى من الحملة الإيطالية. إلى ذلك، نجح الأخير لاحقا في فرض شروطه على الدول المهزومة. وخلال شباط/فبراير 1797، فرض نابليون بونابرت معاهدة قاسية على الدولة البابوية.
حملة نابليون على إيطاليا
خلال الحملة الإيطالية، تمكن الفرنسيون من إلحاق الهزيمة بالنمساويين بمعارك مانتوا (Mantua) وأركول (Arcole) وريفولي (Rivoli).
ومع نجاحه في إقصاء النمساويين من الشمال الإيطالي، تفرغ نابليون بونابرت للدولة البابوية. وعلى إثر تسعة أشهر من المفاوضات المتعثرة، تدخل نابليون بونابرت، رفقة نحو 9 آلاف من جنوده، ضد الدولة البابوية خلال شهر شباط/فبراير 1797 مجبرا البابا بيوس السادس (Pius VI) على قبول شروطه.
إلى ذلك، جاءت المعاهدة الجديدة الموقعة مع البابا لتفرض شروطا أكثر قسوة على الدولة البابوية من تلك التي وقعت ضمن معاهدة وقف إطلاق النار ببولونيا خلال حزيران/يونيو 1796. فبهذه المعاهدة، فرض نابليون بونابرت شروطا قاسية على البابا بيوس السادس بهدف إجباره على قبول وقف إطلاق نار بين الطرفين لحين التوصل لسلام شامل.
شروط نابليون بونابرت
بمعاهدة تولينتينو (Tolentino) الموقعة يوم 19 فبراير (شباط) 1797 بين البابا بيوس السادس والسفير الفرنسي للدولة البابوية فرانسوا كاكولت (François Cacault) والجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، قبلت الدولة البابوية بدفع مبلغ 36 مليون جنيه فرنسي لخزينة الدولة الفرنسية. من جهة ثانية قبل البابا بيوس السادس بتسليم مدينة أفينيون (Avignon)، وضواحيها، للفرنسيين منهيا بذلك هيمنة بابوية استمرت لنحو 500 سنة عليها. أيضا، قبل البابا بتسليم مناطق بولونيا (Bologna) وفيريرا (Ferrara) ورومانيا (Romagna) لدولة سيسبادان (Cispadane Republic) التي أسسها نابليون بونابرت بشمال إيطاليا سنة 1796.
بالتزامن مع ذلك، قبلت الدولة البابوية بتسليم ما يزيد عن 100 لوحة فنية للفرنسيين ليتم نقلها نحو متحف اللوفر كما وافق البابا بيوس السادس على دفع تعويضات مالية لعائلة الصحافي والدبلوماسي الفرنسي هيو دي باسفيل (Hugh de Basseville) الذي قتل على يد جموع غاضبة بروما عام 1793 بسبب انتقاده وشتمه للبابا.
أثارت هذه المعاهدة غضب المسؤولين بباريس الذين طالبوا بإنهاء سلطة الدولة البابوية. وبعد مضي نحو عام عن هذه المعاهدة، غزت الجيوش الفرنسية الدولة البابوية واعتقلت البابا بيوس السادس.